الملك زوسر
زوسر، نثر خت و هي تعني جسد المعبود، اتخذ لقب جسر بمعنى المقدّس. (2686 ق م - 2600 ق م). و هو الفرعون الثاني في الاسرة الثالثة الفرعونية و ذلك في بداية الدولة القديمة، ظهر إسمه فى بردية تورين باللون الأحمر، تميزا له عن باقي ملوك الدولة القديمة. ويعتبر قبره ( الهرم المدرج ) اول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ.
ذكر المؤرخ الفرعوني مانتو Manetho، أن زوسر حكم لمدة 29 سنة( 2640 ق م - 2611 ق م)، بينما تذكر بردية تورين أن فترة حكمه إمتدت فقط 19 عام( 2630 ق م - 2611 ق م)، إلا أن الكثير من المؤرخين الحالين يذكرون أن فترة حكمة إمتدت لمدة 29 عام بسبب ضخامة أعماله الإنشائية التي قام بها. و عليه فإن فارق السنوات بين الرقمين قد يعني أن زوسر هو نفسه الفرعون الأول في الأسرة الثالثة.
و له نقش في أحد جزر أسوان، يسرد أحداث المجاعة التي حدثت في عهده بسبب نقص فيضان النيل، حيث قدم زوسر القرابين لخنوم، معبود الشلال. و ذكر فيه التالي:
قلبي كان في ضيق مؤلم، لأن النيل لم يفض لسبع سنوات. الحبوب لم تكن وفيرة، البذور جفت، كل شيء كان يملكه الفرد ليأكله كان بكميات مثيرة للشفقة، كل شخص حرم حصاده. لا يمكن لأي شخص أن يمشي أكثر؛ قلوب كبار السنّ كانت حزينة وسيقانهم إنحنت متى جلسوا على الأرض، وأيديهم أخفت بعيدا. حتى خدم المعابد كانوا يذهبون، المعابد أغلقت والملاجئ غطّيت بالغبار. باختصار، كلّ شيء في الوجود أصيب
و يأتي الرد من خنوم حسب النقش:
أنا سأجعل النيل يرتفع لك. لن يكون هناك سنوات أكثر عندما يخفق الغمر في تغطية أي منطقة من الأرض. الزهور ستورق، و تنحني جذوعها تحت وزن غبار الطلع
انجازاته
وقد ترك جسر وراءه ذكرى طيبة لدرجة أنه نسب إلى اسمه نص مزيف يرجع إلى العصر البطلمي أي بعد حوالي 2500 عام من حكمه! ولقد نقش هذا النص المعروف "بلوحة المجاعة" على جزيرة سهيل Sehel وكان الهدف من وراء سرد أحداث حكم "جسر" هو توضيح الإمتيازات التي أعطاها لمعبد الإله خنوم Khnoum" في بلاد النوبه.
قبره
هرم سقاره المدرج، قام زوسر ببناء قبره علي مسافة ميل من جرف سقارة ليبتعد عن باقي المقابر. و أشرف على على البناء وزيره امحوتب. الهرم يتكون من ست مصاطب غير متساوية و بإرتفاع يبلغ 62 مترا و مكسو بحجر جيري أبيض. أما من الداخل فيتكون من شبكة ممرات ودهاليز، أما غرفة دفن الملك فبنيت من الجرانيت.
.