ألدولة الطولونية
الدولة الطولونية نسبة لبني طولون ، وهي سلالة من الأتراك العرب حكمت مصر، والشام وفلسطين منذ 868م وحتى 905
كان مقرهم مدينة القطائع التي تقع ضمن مدينة القاهرة الحديثة .
مؤسس السلالة طولون كان من الجنود الأتراك في جيش العباسيين. تدرج في الرتب حتى أصبح رئيس الحرس الخاص
بالخليفة العباسي في بغداد. ورث ابنه أحمد (868-884 م) هذه الرتبة سنة 854 م. ثم أصبح سنة 868 م واليا
على مصر
من قبل الخليفة. فور توليه أبدى أحمد بن طولون استقلالية كبيرة في حكمه. منذ 877 م وعن طريق مناورات سياسية
مع القادة العسكريين استطاع أن يضم إليه الشام وفلسطين. تمكن ابنه خمارويه (884-895 م) من أن ينتزع
الاعتراف
باستقلال حكمه في مصر والشام. تصاهر مع العباسيين عندما زوج ابنته من الخليفة المعتضد. بدأت الدولة تتهاوى في
عهد
ابنه هارون (896-904 م)، كانت الصراعات مع القرامطة قد أنهكتها. سنة 905 م أعيدت مصر إلى سلطة
العباسيين.
يقسم المؤرخون العصر العباسي إلى فترتين رئيسيتين؛ الأولى تمتد منذ قيام الدولة العباسية سنة (132 هـ == 749 م) إلى
سنة (232 هـ == 847 م) ويطلقون على هذه الفترة الزاهرة "العصر العباسي الأول" أو "العصر الذهبي"، وحكم
خلاله
تسعة خلفاء من أعظم رجالات المسلمين، وحسبك أن يكون من بينهم "أبو جعفر المنصور"، و"هارون الرشيد"،
و"المأمون".
أما الفترة الأخرى فتمتد أكثر من أربعة قرون من سنة (232 هـ == 847 م) حتى سقوط بغداد على أيدي المغول
سنة
(656 هـ = 1258 م) وهذه الفترة يقسمها المؤرخون إلى أربعة عصور رئيسية، تبدأ بعصر نفوذ الأتراك الذي امتد
أكثر
من قرن من الزمان (232-334 هـ = 847-945 م)، ثم عصر البويهيين (334-447 هـ = 945-1055
م) ثم عصر
نفوذ السلاجقة (447-590 هـ == 1055-1194 م)، ثم عصر ما بعد السلاجقة، الذي يمتد حتى سقوط الخلافة.
وشهدت الفترة الأولى من العصر العباسي الثاني -أو ما يُسمَّى بعصر نفوذ الأتراك- ظهور الدول المستقلة ، بعد أن
ضعفت
قبضة الخلافة ، وتولى أمرها مَن لم يكن في قدرة الخلفاء العباسيين الأوائل كفاءةً وحزمًا ؛ فانفلت الأمر من أيديهم إلى
قوادهم
الأتراك الذين كانت الدولة تستعين بهم في تسيير أمورها وقيادة جيوشها، وظهر منهم شخصيات كبيرة استأثرت بالأمر
دون
الخليفة الشرعي، وتدخلت في تعيين الخلفاء وعزلهم؛ ولذلك لم يكن غريبًا أن يستأثر بعض الولاة بما تحت أيديهم،
وينشئوا
دولا مستقلة -وإن كانت ترتبط بالخلافة- ويحكموا من خلالها، لكن النفوذ الفعلي في الولاية كان لحكامها لا للخليفة
العباسي
الموجود في بغداد. ومن أبرز الدول التي ظهرت في هذا العصر الدولة الطولونية التي قامت في مصر والشام والحجاز.
.