حقيقة الديانة المصرية القديمه - هل هى وثنيه ام توحيديه ؟
وهل ترجم الاوروبيون النصوص المصريه ترجمة صحيحه ؟
الكاتب والباحث .. طارق حسن
هناك لغط كبير يشوب الديانة المصرية القديمة نتيجة لأخطاء تاريخية وأخطاء في الترجمة .. نسرد بعضها على سبيل المثال لا الحصر:1. لم نعد نعرف هل يقدس المصريون القدماء حاكمهم وملكهم أم يقدسون الآلهة المذكورة كحورس وحتحور ؟ وكيف يسمح حاكما أن يتم تقديس آلهة أخرى إلى جواره إذا كان يعتبر نفسه مبعوثا لرع في الأرض ؟2. امتلآت النصوص المصرية المقدسة بالتوحيد .. مثل أسفار مانيوتن وكتاب الموتى .. في نفس الوقت نجد هناك ذكر لآلهة عديدة في أسفار مانيوتون كالتاسوع المُقدس وهو (اتوم – شو – تفنوت – جب – نوت – ايزيس – اوزوريس – ست – نفتيس) وأتوم هو أول الآلهة ثم انبثق منه الآخرون .. هل لفظ «آلهة» كان موجودا في نص مانيتون الأصلي ؟ أم أنه تُرجم خطأ لدس فكرة التاسوع في الديانة المصرية القديمة ؟3. إذا بحثت في الآلهة المصرية لوجدت قائمة تتكون مما يفوق الـ 100 إله ينتمون لمختلف المقاطعات والأقاليم .. ولا تكاد تقف على ترابط منطقي بينهم .. وفي الكتب والمراجع المتداولة تقرأ جملة غريبة مكررة وهي أن «إله معين كان يُعتبر من أهم آلهة مصر القديمة» تقرأها مع تحوت وسوبك وحتحور وحورس .. فهل يوجد إله مهم وإله غير مُهم .. لماذا دائما الحديث عن آلهة مصر القديمة غامض ومُبهم ومتنافر؟4. هل تُرجمت اللغة ومصطلحاتها بشكل صحيح بعد اكتشاف حجر رشيد ؟ لقد تُرجمت إلى اللسان الأوروبي أولا من قبل أوروبيون بعيدون تماما عن التاريخ والتراث المصري ولم يتم إعادة النظر في تلك الترجمات بعد مرور أكثر من 200 عام.حتى الآن لم يعترف الأثريون بأي حضارة حقيقية قبل عصر الأسرة الأولى .. ومانيتون نفسه بدأ التأريخ منذ الملك نعرمر باعتباره مُوحد القطرين ومُنشئ عصر الأسراتفإذا حدث خلط بين الآلهة والديانات فبالتالي لن يتم أي اعتراف بأنه خلط بين ديانة من العهود السحيقة وبين ديانة عصر الأسرات .. لأنه لا أعتراف أساسا بما قبل الأسراتولذلك فلا مناص من وضع افتراض بحثي مُعين من أجل معرفة إلى أي زمن تنتمي تلك الآلهة ، والإفتراض سيقوم على نقطتين :أولا : سنبحث في أحد المعابد القديمة وهو معبد دندرة عن تلك الآلهة .. لأن معبد دندرة لم يحدث عليه خلطا في الكتابة .. فما زالت أسقفه مُحتفظه بالنقوش الزاهية البارزة ولم يحدث عليه مثلما حدث على جدرا معبد الرامسيوم أو الكرنك مثلا من كتابات بعضها فوق بعض .. كما أن معبد دندرة بما تقدم في الفصول السابقة هو أحد أبنية حضارة العمالقة البائدة أما نسبه للبطالمة أو الرومان فهو غير معقول لأن نقوشه بالخط الهيروغليفي القديم تُقدس الآلهة والمعبودات المصرية .. فهل سيقدس البطالمة والرومان المعبودات المصرية ؟ كما أنه احتوى على دائرة الأبراج النجمية التي نُقلت إلى باريس وتستخدم مجموعات نجمية لم يستعملها الرومان ولا البطالمة من قبل، علاوة على نقش الكهرباء التي لم يُرى لها أثرا حتى في أزهى عصورالبطالمة أو الرومانثانيا : سننظر في المنحوتات وصور تلك الآلهة لنرى في أي عصر كانت .. فإذا كان بناءها بتقنية متطورة.. منحوتة من الجرانيت شديد الصلابة (كالوردي والأسود والرمادي والشست .. الخ) فسُتنسب إلى حضارة عاد لأن اللاحقون لم يكن في استطاعتهم التعامل بآلاتهم المصنوعة من النحاس والبرونز مع تلك الصخور القاسية علاوة على أوازنها الثقيلة المقدرة بعشرات الأطنان ونقلها من مكان لآخر.أوزيريس : إله البعث ورئيس مملكة الموتىهناك الكثير مما يُمكن أي يُقال عن أوزيريس ووضعه كإله في مصر القديمة ، ولقد فصلنا في ذلك في مقال حزام اوريون على اعتقادنا أن أوزيريس هو نفسه ادريس عليه السلام ، ومع صعوده إلى السماء اعتقد القدماء في قدسيته وانتقاله للنجوم ، ومن ثم تحوله إلى إله سماوي.تماثيل أوزوريس بالكرنك ومعبد الدير البحري بالأقصر .. والذي كُل تماثيله الخارجية عبارة عن أوزوريس ويزعم الأثريون أنها تماثيل حتشبسوت على الهيئة الأوزيرية ..إذا نظرنا إلى تلك التماثيل فسنجد أنها قد صُنعت بتقنية عالية وبوساطة آلات متقدمة لم تتوفر لرجال عصر الأسراتالجرانيت الأحمر من المواد عالية الصلادة ، والصلادة هي قدرة المادة على مقاومة الخدش ، وإذا نظرنا في جدول الصلادة لرأينا الجرانيت الأحمر والذي يتكون من ما يقرب من 20% من الكوارتز، وبمرتبة 7/10 بينما النحاس بمرتبة 3.5/10 والبرونز أعلى بقليل ، إذا فكلا النحاس والبرونز لا يستطيعان التعامل مع الجرانيت لأن صلادته أعلى منهما ، وللتعامل معه يستلزم قواطع من الماس أو الصلب الذي لم يظهر إلا في القرن التاسع عشر أو سبيكة تماثلة في القوة والصلادة من أجل تشكيلات دقيقة مثل التي نراها في تماثيل مصر القديمةقس على ذلك التمثال الأسود من حجر الشست المجاور له ، إنها تماثيل لا يمكن التعامل معها بالأدوات التي ظهرت منذ 3000 عام قبل الميلاد ، إن ذلك يجعل الأذهان تنظر مباشرة إلى عصور غابرة ، انقطعت أخبارها عنا ولم يصلنا منها شيئاكذلك التماثيل الأوزيرية الموجودة في معبد حتشبسوت ، ورغم أنها بُنيت من حجارة عادية إلا أن كثرتها (24 تمثالا) وتطابقها المذهل يُعطي انطباعا أنها نحتت بواسطة آلات ، لأنه ليست في استطاعة اليد البشرية إخراج مثل هذا التماثل معبد دندره بسقفه السماوي ودائرة الأبراج النجمية التي سُرقت ، بالإضافة إلى نقش المصباح الكهربي الذي لم يُخترع إلا في القرن التاسع عشر على يد توماس إيديسون لا يعود مطلقا إلا عهد الأسرات ، بل يعود إلى حضارة إرم ذات العماد التي توصلت إلى إبتكار المصباح الكهربي والإضاءة قبل أن يعرفها العالم الحديث بعشرات الآلاف من السنين .وهاهو نقش أوزوريس على سقف المعبد يلوح بيده إلى حورس ، وحوله 7 نجمات تمثل شكل محموعة الدب الأكبرالنجميةوبهذا نكون قد طبقنا الفرضيتين .. فأوزوريس موجود على سقف معبد دندرة الأزرق ، كما أن له تماثيل ضخمة صُنعت من الجرانيت الأحمر والأسود كما في الأعلى .. إذا فهو ينتمي لمملكة إرم القديمةأيضا هناك الكثير مما يُمكن أن يقال على سخمت وكيف أن رع سلطها على البشر كي تقتص منهم .. الخ. وتزخر المراجع بتفاصيل ذلك لكن ما نريد الحديث عنه الآن هو التماثيل نفسها.أعداد كثيفة من تماثيل سخمت موجودة في كل المواقع الأثرية في مصر، وما زال يُكتشف دوريا أعداذا ضخمة منها حتى أن أحد البعثات الأثرية عثروا مؤخرا على 66 تمثالا لسخمت من الجرانيت نرى بالأسفل العديد من تماثيل الإلهة سخمت في المتحف المصري واللوفر ودندرة.. مصنوعة بجرانيت أحمر أو رمادي شديدي الصلابة والذي يُحيلنا في مُعظم الأحوال إلى عصور ما قبل الأسراتبناء على الفرضية السابقة ، أن تماثيل الجرانيت الأسود قد صنعتها أيدي حضارة ما قبل الأسرات ، نعتبر أن سخمت كانت أحد المعبودات في حضارة عاد البائدة
وقصة حورس معروفة مع إله الشر ست ومتاحة في الكتب والمراجع ، ونأتي الأن لتماثيل حورسمعبد حورس بإدفو يحوي تمثايل حورس الجرانيتية الأربعة المتطابقة .. ما زال أحدهم سليما بشكل كامل وهو الموجود على البوابة الخارجية للمعبد، أما الباقين فقد أصباهم الدمار بدرجات مختلفةلكن إذا قارننا بين حجم العيون بواسطة أله فياس دقيقة ، أو المسافة بين العينين ، أو الجناحين ، لوجدت أن التماثيل الأربعة متطابقة تماما، وكأنها خضعت لألة نحت ثلاثة الأبعاد.أن يتم هذا العمل بواسطة اليد البشرية فقط لهو المستحيل بعينه ، لا تستطيع اليد البشرية وحدها خلق مثل هذا التطابق ، إن تماثيل حورس الأربعة دليل آخر على تكنولوجيا مفقودة بمصر القديمة.
تكنولوجيا سبقت عصر الأسرات بآلاف السنين
ونستعرض تماثيل حورس في المتحف المصري
على اليمين تماثيل حورس وأنوبيس ، وعلى اليسار تمثال خفرع يحميه حورس من الخلف مصنوع من حجرالديوريت ، والذي يصفه بعض الأثريين بأنه التمثال الأروع في العالم .. لماذا ؟
لأنه صنع من أصلب الحجارة وأشدها استعصاء علي الانسانونستطيع ان ندرك مدي صلادة الديوريت اذا عرفنا هذه الحقيقة التي يوردها الدكتور زكي اسكندر ومحمد زكريا غنيم في ترجمتهما لكتاب الفريد لوكاس عن “المواد والصناعات عند قدماء المصريين” ندرك أن تشكيل هذا التمثال يمثل معجزة بكل معاني هذه الكلمة ، يقول الكتاب .إن المثال المصري المعاصر المرحوم محمود موسي الذي تخصص في نحت التماثيل مباشرة في الاحجار الصلدة تصدي ذات يوم لنحت تمثال لحمامة في حجر الديوريت.. ورغم خبرته الطويلة والادوات الحديثة المتاحة له فانه عندما أتم نحت هذا التمثال الصغير وبدأ مرحلة الصقل فوجئ بما يتطلبه ذلك من جهد طويل قد يمتد شهورا. ولم يصقل من الحمامة إلا رأسها وتوقف لفروغ صبره.إن حورس هو من آلهة حضارة عاد وعُمر تلك التماثيل يقترب من 10 آلاف سنة قبل الميلادتماثيل جرانيتية رائعة الجمال للألهه حتحور .. وأحدهم منسبوب لمنقرع من الأسرة الرابعة .. ورأينا أن النُحاس كان هو أداة النحت السائدة وليس له قدرة على التعامل مع المواد القاسية كالجرانيت الأسود .. إنها تماثيل من الحضارة المفقودةنحت من معبد دندرة الذي كل أعمدته الضخمة عبارة عن الإلهة حتحور .. وأعمدة أخرى من معبد الدير البحري بالأقصر