ألأمبراطورية المصرية - الكاتب والباحث - طارق حسن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ألأمبراطورية المصرية - الكاتب والباحث - طارق حسن

موقع متخصص بالحضارة المصرية القديمة
 
الرئيسيةاليوميةس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيليوتيوبدخولفيس بوك
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
الأول الاول انتف منتوحتب منتوحوتب المقابر بناء ألملك الملك الثالث
المواضيع الأخيرة
» ماذا يمثل نهر النيل عند المصريين من الاف السنين
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2021 10:21 am من طرف الامبراطورية المصرية

» حقيقة الديانه المصرية القديمه - وثنيه ام توحيديه ؟
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 02, 2021 10:15 pm من طرف الامبراطورية المصرية

» أنواع الابار بمقابر مصر القديمه
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2021 7:49 pm من طرف الامبراطورية المصرية

» العلم المصرى عبر العصور ( من مصر القديمة وحتى اليوم )
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 01, 2020 9:51 am من طرف الامبراطورية المصرية

» الهرم الأكبر.. مقبرة أم مركز طاقة الأرض ؟
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالأحد يوليو 26, 2020 11:14 pm من طرف الامبراطورية المصرية

» البداية - وكلمة السر ( فيليب شنايدر ) وكشف النقاب عن اكبر قاعده جوف ارضيه فى امريكا للماسون
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالإثنين يونيو 29, 2020 11:14 am من طرف الامبراطورية المصرية

» البداية - وكلمة السر ( فيليب شنايدر ) وكشف النقاب عن اكبر قاعده جوف ارضيه فى امريكا للماسون
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالإثنين يونيو 29, 2020 11:14 am من طرف الامبراطورية المصرية

» هل هناك غير الانس والجن يسكنون الارض ؟ وماهى حقيقة اكذوبة ان الارض كروية ؟ ( السر الاعظم للماسونيه والمتنورين )
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالأحد يونيو 28, 2020 9:41 am من طرف الامبراطورية المصرية

» شخصية فرعون مصر الحقيقي
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2020 2:54 pm من طرف الامبراطورية المصرية

» الحلقة السادسه من سلسلة ( الامبراطورية المصرية ) الكاتب والباحث .. طارق حسن
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2020 2:49 pm من طرف الامبراطورية المصرية


 

 فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الامبراطورية المصرية
Admin
الامبراطورية المصرية


المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 06/11/2019

فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) Empty
مُساهمةموضوع: فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية )   فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 12, 2020 2:27 am

دخول العرب مصر فى عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) 


فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية ) 201804160250185018



يرتبط فتح مصر بأهميتها السياسية والاقتصادية ، وذلك بما لديها من خصائص ، وما توفره من إمكانات على جانب كبير من الأهمية .

فكرة فتح مصر
ويروي ابن عبد الحكم أن عمرو بن العاص أشار على عمر بن الخطاب بفتحها وقال : "إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونًا لهم  وهي أكثر الأرض أموالًا وأعجزها عن القتال والحرب" والمعروف أن عمرًا كان قد سافر إلى مصر في الجاهلية للتجارة ، فوقف على معالمها وعلى أوضاعها الداخلية ، وبخاصة النزاع الديني بين البيزنطيين الحاكمين ، وبين الشعب المصري الذي يخالفهم في المذهب وظن أن المصريين سوف يمتنعون عن مساعدة الحاميات العسكرية البيزنطية المنتشرة في مصر إذا هاجمها العرب ، ومما زاده اقتناعًا بما يظنه ما تناهى إلى أسماع المصريين عن سياسة العرب المتسامحة في بلاد الشام .
اجتمع عمرو بن العاص بعمر بن الخطاب في الجابية حين جاء إلى بلاد الشام بعد طاعون عمواس ، وعرض عليه فتح مصر وطلب السماح له بالمسير إليها ، وهنا تظهر لأول مرة في المصادر العربية فكرة فتح مصر، وكأنها فكرة طارئة عنت لعمرو بن العاص الذي كان يسعى للحصول على ميدان جديد يظهر فيه نشاطه وحسنها للخليفة عمر ، وتجري بعض المصادر أن فكرة فتح مصر تعود إلى عمر بن الخطاب نفسه الذي أمر عمرو بن العاص بالمسير إليها .
والواقع أن فتح مصر أضحى ضرورة بعد فتح بلاد الشام ، وقد أثارت هذه البلاد اهتمام العرب الجدي بعد أن وقفوا على أوضاعها السياسية والاقتصادية والدينية المتردية ، ذلك أن تطلعات عمرو بن العاص ، ومن خلالها عمر بن الخطاب تكمن في فتح مصر، وضمها إلى الدولة الإسلامية التى يتزعمها العرب من خلال هذا الواقع .
فتح الفرما
تقرر في عام "18هـ/ 639 م" تنفيذ القرار الذي اتخذ بفتح مصر في مؤتمر الجابية وعهد عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بقيادة العملية ، ووضع بتصرفه ثلاثة آلاف وخمسمائة جندي ، وقيل : أربعة آلاف ، وطلب منه أن يجعل ذلك سرًا وأن يسير بجنده سيرًا هنيًا .
سار عمرو بن العاص بجنده مخترقًا صحراء سيناء ، ومتخذًا الطريق الساحلي حتى وصل إلى العريش (أول مدن مصر من ناحية الشام) في عيد الأضحى : "10 ذو الحجة 18هـ/ 12 ديسمبر 639 م" فوجدها خالية من القوات البيزنطية ، فدخلها ، وشجعه ذلك على استئناف التقدم ، فغادر العريش سالكًا الطريق الذي كان يسلكه المهاجرون ، والفاتحون والتجار منذ أقدم العصور، ثم انحرف جنوبًا تاركًا طريق الساحل ، واتخذ الطريق الذي سار فيه الفرس عندما استولى على مصر، حتى وصل إلى الفرما (على الساحل من ناحية مصر، وهي مفتاح مصر في الشرق) .
كانت أنباء زحف العرب قد وصلت إلى مسامع المقوقس ، فاستعد للتصدي لهم ولكنه آثر ألا يصطدم بهم في العريش ، أو الفرما وتحصن وراء حصن بابليون (بمصر القديمة ، اسم عام لديار مصر بلغة القدماء ، وقيل : هو اسم لموضع الفسطاط خاصة) ولعل مرد ذلك يعود إلى :
- أن العريش والفرما قريتان من الصحراء مع علمه بأن العرب أقدر الناس في حرب الصحراء ، بالإضافة إلى قربهما من فلسطين مما يجعل إمداد عمرو بجنود من بيت المقدس وما جاورها أمرًا يسيرًا ، لذلك فضل أن يدع عمرًا يمضي في زحفه ، ويتوغل في أرض مصر ليبعده عن قواعده ثم يهاجمه ، واعتمد على حصون الفرما القوية لعرقلة تقدمه دون أن يخاطر بالذهاب بنفسه إلى هناك ، أو يرسل الأرطبون ، كبير القادة ، وهذا خطأ عسكري كلفه غالبًا حيث كانت الخطة العسكرية السليمة تقضي بأن يرسل قواته إلى الفرما ليوقف زحف العرب هناك ولو فعل ذلك وهو يمتلك قوة عسكرية هائلة لربما كان قد تغير وجه الصراع.
- أنه لم يكن يطمئن إلى ولاء المصريين ، وخشي من أن يستغلوا الفرصة ، ويقوموا بثورة ضد الحكم البيزنطي .
- أنه تهيب الدخول في مغامرة عسكرية مع العرب مع علمه بمقدرتهم القتالية وتفوقهم في ميدان القتال ، وبخاصة أنهم خارجون من انتصارات متلاحقة في بلاد الشام ومعنوياتهم مرتفعة .
افتقر عمرو إلى آلات الحصار، إذ لم يكن للعرب عهد بأساليب حصار المدن ، واعتمدوا في فتوحهم لمدن العراق ، وبلاد الشام على المواجهة ، أو الصبر عليها إلى أن يضطرها الجوع إلى الاستسلام ، وهكذا ضرب عمرو الحصار على الفرما، وتحصنت حاميتها البيزنطية وراء الأسوار، وجرت مناوشات بين الطرفين استمرت مدة شهر، ثم اقتحمها العرب في "19 محرم عام 19هـ/ 20 يناير عام 640م" .
أمن فتح الفرما للعرب المركز المسيطر على خطوط مواصلاتهم مع بلاد الشام ، وضمن لهم وصول الإمدادات التي وعدهم بها عمر بالإضافة إلى طريق الانسحاب إذا تعرضوا للهزيمة. ولما كانت قواته قليلة العدد ، ولا يمكنه ترك حامية عسكرية لحراستها ، فقد هدم عمرو أسوار المدينة ، وحصونها حتى لا يستفيد البيزنطيون منها فيما لو امتلكوها ثانية.
فتح بلبيس
تابع عمرو توغله في أرض مصر بعد فتح الفرما ، وانضم إليه جند من البدو المقيمين على تخوم الصحراء المصرية ، طمعًا في الغنيمة ، فعوضوا العرب عمن فقدوه حتى ذلك الوقت ، وسار منحدرًا إلى الجنوب ، فتخطى مدينة مجدل القديمة إلى موقع القنطرة اليوم ، ومن ثم توجه غربًا إلى القصاصين –الصالحية - ثم انحرف جنوبًا ، فاجتاز وادي الطميلات حتى بلغ بلبيس ، وقد اختار هذا الطريق لخلوه من المستنقعات، ولم يلق في طريق الطويل هذا مقاومة تذكر لا من جانب السكان ، ولا من جانب البيزنطيين ، ولم يكن "يدافع إلا بالأمر الخفيف".
ضرب عمرو الحصار على المدينة ، وقاتل حاميتها شهرًا ، وكان المقوقس قد أرسل في غضون ذلك قوة عسكرية للاستطلاع، ولكنها لم تحاول إلا مناوشة العرب في تقال خفيف ، إلا أنه فشل في مهمته وخسر المعركة وتمزق جيشه ، فقتل منه نحو ألف جندي ، وأسر نحو ثلاثة آلاف أسير، وخسر العرب بعض الجند، ودخلوا على إثر ذلك مدينة بلبيس .
فتح أم دنين
سار عمرو من بلبيس متاخمًا للصحراء ، فمر بمدينة هليوبوليس -عين شمس- ثم هبط إلى قرية على النيل اسمها دنين (هي المقس موقع حديقة الأزبكية وكانت ميناء مصر وقت الفتح) وتقع إلى الشمال من حصن نابليون ، وعسكر قريبًا منها . اشتهرت أم دنين بحصانتها ، وكان يجاورها مرفأ على النيل فيه سفن كثيرة ، وما كان المقوقس ليرضى بأن تقع في أيدي العرب ، وأدرك أخيرًا خطأ ما اتخذه من قرار الإحجام ، والتصدي للعرب باكرًا حتى وصل خطرهم إلى قلب مصر، فغادر الإسكندرية إلى حصن بابليون ليدير العمليات العسكرية ، ويشرف عليها ، وحشد جيشًا استعدادًا للقتال .
وجرت بين الجيش العربى وحامية المدينة بعض المناوشات على مدى عدة أسابيع لم تسفر عن نتيجة حاسمة لأي منهما ، إنما بدأ العرب يشعرون بتناقص عددهم بمن كان يقتل منهم في الوقت الذي لم يتأثر البيزنطيون كثيرًا بفقدان بعض جندهم فاضطر عمرو أن يرسل إلى الخليفة يستحثه في إرسال إمدادات على وجه السرعة، فوعده بذلك.
والواقع أن موقف عمرو كان حرجًا ، فقد علم من خلال العيون التي بثها في المنطقة أنه لن يستطيع أن يحاصر حصن بابليون ، أو يفتحه بمن بقي معه من الجند ، وبالتالي فتح مدينة مصر المتصلة به ، كما أنه يتعذر عليه التراجع حتى لايفت في معنويات جنوده ، فيقوي عليهم عدوهم ، بالإضافة إلى أنه كان مصرًا على فتح مصر، غير أنه كان لديه بصيص أمل من واقع وعد الخليفة بإمداده بالمساعدة.
ودار في غضون ذلك قتال شديد تحت أسوار أم دنين ، وكانت كفة الصراع متأرجحة بين النصر والهزيمة من واقع توازن القوى، لكن الإمدادات تأخرت في الوصول ، وتضايق المحاصرون ، وكاد اليأس يدب في نفوسهم ، فرأى عمرو أن يشغل جنوده بنصر آخر كسبًا للوقت حتى تصل الإمدادات ، لكنه كان عليه أن يفتح أم دنين أولًا حتى يستفيد من السفن الراسية في المرفأ لإجتياز النهر، ووصلت في غضون ذلك طلائع الإمدادات ، فقويت عزيمة العرب ، وأسقط في يد حامية أم دنين ، فقل خروجهم للقاء العرب ، فاستغل عمرو هذا الإحجام ، وشدد حصاره على المدينة حتى سقطت في يده .
تنفيذ غارات على الفيوم
سار عمرو ومن معه من جيش العرب إلى الجنوب بعد أن عبروا النهر سالمين وتوجهوا نحو الفيوم (ولاية غربية) وعندما وصل إلى تخومها وجد الحاميات البيزنطية متأهبة للتصدي له بقيادة دومنتيانوس حاكم الفيوم ، فاصطدم بقوة الطليعة بقيادة حنا ، وتغلب عليها وقتل قائدها إلا أنه لم يتمكن من فتح الفيوم . 
وعلم في هذه الأثناء بوصول الإمدادات الإسلامية ، فعاد أدراجه إلى الشمال منحدرًا مع النهر، واتصل بالمدد العسكري في عين شمس على مقربة من حصن بابليون ، ولم يحاول تيودور القائد العام للجيش البيزنطي أن يخرج من الحصن ليحول دون التقاء الجيشين مضيعًا فرصة بيزنطية أخرى .
حققت غارات عمرو على الفيوم عدة فوائد للعرب لعل أهمها :
- فقد أخرج جيشه من المأزق الذي وجد فيه نفسه عند أم دنين ، وانتقل به إلى مكان أكثر أمنًا بانتظار وصول الإمدادات العربية .
- أنجز بعض الانتصارات مما رفع معنويات الجيش العربى ، وفت في عضد البيزنطيين الذين أظهروا حزنًا بالغًا لمقتل القائد حنا .
- بث الرعب في قلوب الحاميات البيزنطية المنتشرة في النواحي .
- قدم الدليل للمصريين على أن الوجود البيزنطي في مصر بدأ يتعرض لخطر حقيقي .
- شغل جنده خلال مدة الانتظار حتى مجيء الإمدادات .
معركة عين شمس
بلغ عدد الجنود الذين أرسلهم عمر بن الخطاب اثني عشر ألف مقاتل من بينهم عدد من كبار القاده ، أمثال الزبير بن العوام ، وعبادة بن الصامت ، والمقداد بن الأسود ومسلمة بن مخلد وغيرهم ، فاغتبط الجنود العرب بمقدمهم ، وكان الهدف التالي لعمرو فتح حصن بابليون ، فعكسر في عين شمس (اسم مدينة فرعون موسى بمصر) واتخذها مقرا له ، وراح يستعد لمهاجمة الحصن ، والمعروف أن موقع عين شمس يصلح لأن يكون قاعدة عسكرية ، فهو مرتفع من الأرض يحيط به سور غليظ ، ويسهل الدفاع عنه ، وتتوفر فيه الماء والمؤن.
وضع عمرو خطة تقضي باستفزاز الجنود البيزنطيين ، وحملهم على الخروج من حصن بابليون ، ليقاتلهم في السهل خارج الأسوار، ويبدو أن تيودور قائد الجيش البيزنطي شعر بالقوة بما كان تحت إمرته من المقاتلين ، فخرج من الحصن على رأس عشرين ألفًا ، وسار بهم باتجاه عين شمس ، وكانت على مسافة ستة أميان أو سبعة من المعسكر الإسلامي ؛ للاصطدام بالعرب ، تلقى عمرو أنباء هذا الخروج بسرور بالغ ، فعبأ قواته استعدادًا للقاء المرتقب ، ونفذ خطة ذكية للإطباق على القوات البيزنطية ، ففصل فرقتين من جيشه يبلغ عدد أفراد كل فرقة خمسمائة مقاتل ، وأرسل إحداهما إلى أم دنين ، والأخرى إلى مغار بني وائل عند قلعة الجبل شرقي العباسية ، وكانت بقيادة خارجة بن حذافة السهمي . 
وسار هو من عين شمس باتجاه القوات البيزنطية المتقدمة ، وتوقف في موضع العباسية الحالي ينتظر وصول جموع البيزنطيين ليصطدم بهم ، انتشرت القوات البيزنطية في السهل إلى الشمال الشرقي من الحصن ، وإذ بلغهم خروج العرب من عين شمس ، سروا بذلك ، وظنوا بأنهم ضمنوا النصر عليهم، فتعاهدوا على القتال حتى الموت ، ولم يعلموا بخطة عمرو العسكرية ، ثم حدث البلقاء ولعله كان في مكان وسط بين المعسكرين العربى ، والبيزنطي عند العباسية اليوم ، وأثناء احتدام القتال ، خرج أفراد الكمين الذي أعده عمرو، فاجتاحت فرقة خارجة مؤخرة الجيش البيزنطي التي فوجئت ، وأخذت على حين غرة ، فتولى أفرادها الفزع ، ودبت الفوضى في صفوفهم ، وتقهقروا نحو أم دنين ، فقابلتهم الفرقة الأخرى ، وأضحوا بين ثلاثة جيوش ، فانحل نظامهم ، وإذا أدركوا أن لا أمل لهم في المقاومة والصمود لاذوا بالفرار لا يلون على شيء ، ونجحت فئة قليلة منهم بلوغ الحصن وهلكت فئة كبيرة ، ودخل العرب إلى أم دنين مرة أخرى، ووطدوا أقدامهم على ضفاف النيل ، وجرت المعركة في "شهر شعبان 19هـ/ شهر يوليو 640م".
عندما بلغت أنباء الهزيمة من بحصن بابليون من الجند خافوا على أنفسهم ، ففر بعضهم عبر النهر إلى نقيوس إلى الشمال من منف (عاصمة مصر) وبقي بعضهم الآخر في الحصن للدفاع عنه ، استغل عمرو انتصاره الحاسم هذا ، فنقل معسكره من عين شمس ، وضربه في شمالي الحصن وشرقه بين البساتين والكنائس ، وهو المكان الذي عرف فيما بعد بالفسطاط ، ثم سار إلى مدينة مصر (منف) واستولى عليها بدون قتال ، ولم يستطع الجيش البيزنطي الموجود في الحصن أن يمد لها يد المساعدة .
فتح الفيوم
عندما بلغت أنباء انتصار العرب دومنتيانوس حاكم الفيوم ، خشي أن يهاجمه هؤلاء وهو لا قبل له بمقاومتهم ، وفضل الفرار، فخرج في الليل مع جنوده ، وتوجه إلى نقيوس ، ولما علم عمرو بذلك أرسل فرقة عسكرية فتحت إقليم الفيوم ، وتوغلت في جنوبي الدلتا ، فاستولت على أثريب ومنوف في إقليم المنوفية .
فتح حصن بابليون
لم يبق بأيدي البيزنطيين سوى حصن بابليون ، فكان هدف عمرو بن العاص التالي قبل أن يتوجه إلى الإسكندرية لفتحها ، إذ لم يشأ أن يشتت قواته ، ويضعفها ليذر قسمًا منها على حصار الحصن ، وليسير بالقسم الآخر إلى الشمال حتى يبلغ الإسكندرية ، مما يشكل خطرًا على إنجازاته التي حققها حتى ذلك الحين من واقع رد فعل البيزنطيين الذي سوف يستغلون هذه الفرصة ؛ ليقوموا بحركات ارتدادية يستعيدون بواسطتها ما فقدوه من أراضي ، ويطردون العرب من مصر، لذلك ركز جهوده العسكرية على فتح الحصن ، فسار إليه في شهر "شوال 19هـ/ سبتمبر 640م" وحاصره.
أدرك سكان الحصن ، وأفراد حاميته أن الحصار سوف يطول لسببين :
الأول : أنه بدأ في وقت فيضان النيل وارتفاع مياهه، فيتعذر على العرب أن يجتازوه أن يهاجموا الحصن ، ولا بد لهم من الانتظار حتى هبوط الفيضان .
الثاني : أن مناعة الحصن ومتانة أسواره ، وما يحيط به من الماء وضعف وسائل الحصار؛ سوف يشكل عائقًا أمام المحاصرين من الصعب أن يجتازوه بسرعة ، وما غنموه من بعض آلات القتال أثناء فتح الفيوم لم يكن لهم خبرة باستعمالها أو بطرق إصلاحها إذا تعطلت ، لذلك استعد الطرفان لحصار طويل ، والواقع أن الحصار لم يكن محكمًا ، فقد ظلت طريق الإمدادات بين الحصن والجزيرة -الروضة- مفتوحة؛ لأن عمرًا لم يكن قد أحكم سيطرته على الطرق المائية بعد 
كان المقوقس داخل الحصن عندما بدأ الحصار، أما قيادة الجيش فكانت للأعيرج (هو قائد بيزنطي) وتراشق الطرفان بالمجانيق من جانب البيزنطيين والسهام والحجارة من جانب العرب ، مدة شهر، حيث بدأ فيضان النيل بالانحسار، وأدرك المقوقس أن العرب صابرون على القتال ، وأنهم سوف يقتحمون الحصن بصبرهم ، وشجاعتهم كما يئس من وصول إمدادات من الخارج ، والحقيقة أن شدة بأس العرب في القتال ، وصبرهم أدى إلى هبوط معنويات المقوقس ، فاضطر إلى عقد اجتماع مع أركان حربه للتشاور في الأمر، وتقرر بذل المال لهم ليرحلوا عنهم ، وأن يذهب المقوقس بنفسه للتفاوض مع عمرو في هذا الشأن بشكل سري حتى لا يعلم أحد من المدافعين عن الحصن، فتهن عزائمهم ، فخرج من الحصن تحت جنح الظلام مع جماعة من أعوانه ، وركب سفينة إلى جزيرة الروضة ، فلما وصل إليها أرسل رسالة إلى عمرو مع وفد ترأسه أسقف بابليون ، يعرض عليه أن يرسل وفدًا لإجراء مفاوضات بشأن التفاهم على حل معين ، وانتظر أن يعود أعضاء الوفد في اليوم نفسه يرد عمرو، لكن هذا الأخير تعمد الإبطاء في الرد مدة يومين ، وأبقى أعضاء الوفد عنده حتى خاف المقوقس وقال لأعوانه : "أترون القوم يحبسون الرسل ، أو يقتلونهم ويستحلون ذلك في دينهم ! " ، وإنما أراد عمرو بحبسهم أن يطلع المقوقس ، وأهل مصر على بأس العرب وحالهم .
ومهما يكن من أمر، فقد عاد أعضاء الوفد بعد يومين يحملون رد عمرو يخير المقوقس إحدى ثلاث خصال : إما الدخول في الإسلام أو الجزية أو القتال . 
كان من الصعب على المقوقس وجماعته ، وأهل مصر التخلي عن دينهم ، واعتناق الإسلام ، ذلك الدين الذي لا يعرفون عنه شيئًا ، وبذلك رفضوا الشرط الأول ، وخشوا إن هم قبلوا بدفع الجزية أن يستضعفهم العرب البدو ، ويذلوهم في الوقت الذي استبعدوا فيه فكرة الحرب خشية الهزيمة ، وبخاصة بعد أن وصف أعضاء الوفد وضع الجيش العربى بالجيد الجيد، وتضامنهم وجهوزيتهم القتالية ، ومع ذلك فقد قبل المقوقس الدخول في الصلح ، وطلب من عمرو أن يرسل إليه جماعة من ذوي الرأي للتباحث بشروطه ، فأرسل إليه وفدًا برئاسة عبادة بن الصامت ، فطمأنه بأنهم سيكونون آمنين على أنفسهم ، وأموالهم وكنائسهم، وذراريهم إن هم قبلوا دفع الجزية مما شجعه على المضي في طريق الإذعان .

ويبدو أن القبول بقرار الاستسلام لم يكن عامًا ، فقد وجدت فئة من الجند رفضت الصلح مع العرب ، وكانت بقيادة الأعيرج ، وأصرت على المقاومة المسلحة ، عند ذلك طلب المقوقس من عمرو المهادنة مدة شهر للتفكير في الأمر، فمنحه ثلاثة أيام.

ولم تلبث أنباء المفاوضات أن انتشرت بين عامة الجند ، فثارت ثائرتهم ضد المقوقس ، ولما انتهت أيام الهدنة ، استعد الطرفان لاستئناف القتال ، وأحرز العرب بعض الانتصارات مما دفع المقوقس إلى تجديد الدعوة لأركان حربه للتفاوض فقبلوا مكرهين ، واختار المقوقس خصلة دفع الجزية ، واشترط :

- موافقة الإمبراطور .

- تجميد العمليات العسكرية حتى يأتي الرد من القسطنطينية ، وتبقى الجيوش في أماكنها خلال ذلك ، وتعهد أن يبعث بعهد الصلح إلى القسطنطينية لأخذ موافقة الإمبراطور.

غادر المقوقس حصن بابليون وتوجه إلى الإسكندرية حيث أرسل عهد الصلح إلى القسطنطينية ، وطلب موافقة هرقل عليه, ويبدو أن بنود الصلح التبست على الإمبراطور، أهي عامة تطبق على البلاد كلها أم خاصة يحصن بابليون؟ وهل يبقى العرب في البلاد بعد أخذ الجزية ، أو يرحلون عنها ؟ 

وهل معنى ذلك التنازل عن مصر للعرب ؟ واحتاج إلى بعض الإيضاحات ، لذلك استدعى المقوقس إلى القسطنطينية.

والواقع أن المقوقس فشل في إنقاع هرقل بوجهة نظره بشأن الصلح مع العرب ورأى الإمبراطور أن العوامل القومية والجغرافية التي ساعدت هؤلاء على فتح بلاد الشام غير متوفرة في مصر، وأن بحوزته -المقوقس- قوة عسكرية كبيرة تفوق في العدد قوة العرب ، كما أن الحصن كان محصنًا ، ومتينًا يصعب على العرب اقتحامه ، فلا يعقل والحالة هذه أن ينتصر البدو العرب ، ولا بد من وجود سر في الأمر أدى إلى هذه النكبة ، واتهمه بالتقصير والخيانة ، والتخلي للعرب عن مصر، ونفاه بعد أن شهر به ، ورفض عرض الصلح مع المسلمين ، إلا أنه وقف عند هذا الحد ، فلم يرسل مددًا إلى مصر، ولم يفعل شيئًا من تنظيم الدفاع عن هذا البلد لرفع معنويات جنوده القتالية ، ولعل مرد ذلك يعود إلى شعوره بالاضطراب في التفكير، إذ إن الدولة البيزنطية ترزح تحت عبء ثقيل من عار الهزيمة على أيدي العرب في بلاد الشام الذين طردوا البيزنطيين منها ، وانتشر هؤلاء في أرجاء مصر يفتحون المدن ، ويبثون الرعب في نفوس السكان .

علم العرب برفض هرقل لعهد الصلح في شهر "ذي الحجة 19هـ/ ديسمبر 640 م" فانتهت بذلك الهدنة ، واستأنف الطرفان القتال ، كان المدافعون عن الحصن قد قل عددهم بسبب فرار كثير منهم إلى الإسكندرية ، ولم تأتهم نجدة من الخارج ، وبدأ المرض ينتشر بينهم ، وانتهى فيضان النيل ، وغاض الماء عن الخندق حول الحصن ، فأضحى بمقدور العرب الآن أن يهاجموه ، غير أن المدافعين صمدوا بضعة أشهر اقتصر الأمر أثناءها على التراشق بالمجانيق والسهام, وألقوا حسك الحديد في الخندق بدل الماء مما أعاق عمليات العرب العسكرية. 

وجاءهم وهم على هذا الحال نبأ وفاة الإمبراطور هرقل في شهر "ربيع الأول 20هـ/ فبراير 641م"، ففت ذلك في عضدهم ، واضطربوا لموته ، وتراجعت قدرتهم القتالية ، مما أعطى الفرصة للعرب لتشديد الحصار قبل أن يقتحموا الحصن في "21 ربيع الآخر 20هـ/ 9 أبريل 641م"، وقد اعتلى الزبير بن العوام مع نفر من العرب ، السور، وكبروا ، فظن أهل الحصن أن العرب اقتحموا ، فهربوا تاركين مواقعهم ، فنزل الزبير، وفتح باب الحصن لأفراد الجيش الإسلامي فدخلوه في رواية أن الزبير ارتقى السور، فشعرت حامية الحصن بذلك ، ففتحوا الباب لعمرو، وخرجوا إليه مصالحين ، فقبل منهم ،.

"ونزل الزبير عليهم عنوة حتى خرج على عمرو من الباب معهم ، فاعتقدوا بعدما أشرفوا على الهلكة ، فأجروا ما أخذ عنوة مجرى ما صالح عليه ، فصاروا ذمة ، وكان صلحهم :

 بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم ، وملتهم وأموالهم ، وكنائسهم وصلبهم ، وبرهم وبحرهم ؛ لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينتقص ، ولا يساكنهم النوب ، وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح ، فإن أبى أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزاء بقدرهم ، وذمتنا ممن أبى بريئة ، وإن نقص نهرهم من غايته إذا انتهى رفع عنهم بقدر ذلك ، ومن دخل في صلحهم من الروم ، والنوب فله مثل ما لهم ، وعليه مثل ما عليهم ، ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن يبلغ مأمنه ، أو يخرج من سلطاننا ، عليهم ما عليهم أثاثا في كل ثلث جباية ثلث ما عليهم ، على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته ، وذمة رسوله وذمة الخليفة أمير الؤمنين ، وذمم المؤمنين، وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأسًا ، وكذا فرسًا ، على ألا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة، ولا واردة ، شهد الزبير وعبد الله ومحمد ، ابناه، وكتب وردان (مولى عمرو بن العاص) وحضر"

المصادر 

 ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها ص131. الواقدي: فتوح مصر، ج2 ص36-38.

 ابن عبد الحكم: ص131- 134. البلاذري: فتوح البلدان ص241.

 ابن عبد الحكم: ص135 – 136. المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج1 ص340.

 ابن عبد الحكم: ص136، 137.

 بتلر: ص252 – 256.

لا يشير المؤرخون المسلمون إلى سفر المقوقس إلى القسطنطينية ، ولا إلى نبأ نفيه ثم عودته ، بل يذكرون أن هرقل كتب إليه يقبح رأيه ، ويوبخه ويرد

عليه ما فعل ، ويأمره أن يقاتل المسلمين ، وألا يكون له رأي غير ذلك ، وأنه أرسل إليه الجيوش ، فأعلقوا أبواب الإسكندرية ، وحاربوا المسلمين ، انظر

ابن عبد الحكم : ص152 .

ويشير المؤرخون المسلمون بأن هرقل بعث الجيوش إلى الإسكندرية وأغلقها ، ويبدو أنهم وقعوا في الخلط بين أحداث فتح حصن بابليون ، وأحداث فتح

الإسكندرية ؛ لأن الإمبراطور البيزنطي هرقل توفي ، والمسلمون يحاصرون الحصن كما سيمر معنا، انظر : البلاذري : ص220 ، ابن عبد الحكم

الكاتب والباحث .. طارق حسن


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب ( من وجهة نظر عربية )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ألأمبراطورية المصرية - الكاتب والباحث - طارق حسن :: العصر العربى والاسلامى :: العصر العربى والاسلامى-
انتقل الى: