نشأة الماسونية في مصر .. والشخصيات التى انضمت اليها
للكاتب والباحث ... طارق حسن
.
تاريخ الماسونية في مصر يعود إلى عصر بناة الأهرام والمعابد القديمة مرورًا بالعصور الوسطى التي شارك بنائون مسيحيون قادمون من أوروبا في بناء العديد من الجوامع والقلاع والأسوار بالقاهرة خلال تلك الحقبة .
بعد مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر، ظهرت في مصر المحافل الماسونية الرمزية على يد نابليون وكليبر وبعض قواد الحملة وضباطها من الماسونيين ، حيث دشنوا في أغسطس من عام 1798 محفلاً باسم «محفل إيزيس» على طريقة ممفيس وقد توقف هذا المحفل عقب رحيل بونابرت ومصرع كليبر ومغادرة الحملة الفرنسية البلاد .
حدث انقطاع طويل بعد ذلك ، إلى أن تكررت المحاولة مجددًا في عام 1830، عندما أسس بعض الإيطاليين في الإسكندرية محفلاً على الطريقة الاسكتلندية تلاه محفل آخر في القاهرة سنة 1838 تحت رعاية المجلس العالمي الممفيسي الفرنسي اسمه محفل «مينيس»
وفي سنة 1845 شهدت الإسكندرية تأسيس محفل تحت رعاية محل الشرق الأعظم الفرنسي اسمه محفل «الأهرام» وانضم إليه الكثير من الأجانب والمصريين .
كان لهذا المحفل الأخير الفضل الأكبر في بث التعاليم الماسونية في مصر تحت سمع وبصر الحكومة المصرية ، وكان من أبرز أعضائه غير الأوروبيين عبد الحليم ابن محمد علي باشا الشهير باسم الأمير حليم والأمير عبدالقادر الجزائري .
توسعت بعد ذلك المحافل الماسونية في مصر لتضم كثيرًا من الشخصيات الشهيرة وأعضاء العائلة المالكة والنخبة الاجتماعية والطبقة السياسية والمثقفين والفنانين ، ومن أبرز هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر : الخديو توفيق ، جمال الدين الأفغاني ، إدريس راغب باشا رئيس مجلس شورى النواب في عهد إسماعيل ومؤسس النادي الأهلي ، وعدد من الزعماء السياسيين الكبار مثل سعد زغلول وعبدالخالق ثروت وعدلي يكن وأحمد ماهر وفؤاد سراج الدين ، ومن الفنانين يوسف وهبي وفريد شوقي ومحمود المليجي ، ومن علماء الدين الشيخ المعروف محمد أبو زهرة.
ظهر أول كتاب عن الماسونية في القاهرة عام 1889 وهو كتاب «تاريخ الماسونية العام» لجورجي زيدان تلاه في هذا السياق مؤلفات شاهين مكاريوس التي بلغت عشرة كتب ، كان أولها كتاب «الآداب الماسونية» في عام 1895 ومؤلفات إدريس راغب الخمسة التي نشرت في مطبعة المقتطف التي كان يديرها مكاريوس .
خلال مرحلة انتشار واستقرار الماسونية في مصر برزت عشر صحف ومجلات بين يومية وأسبوعية وشهرية مهتمة بالماسونية اهتمامًا عامًا ، مثل «اللطائف» و«المقتطف» و«المقطم» هذا فضلاً عن الصحف المتخصصة التي اهتمت بالماسونية اهتمامًا خاصًا وكان عددها سبع صحف ، من أبرزها «المجلة الماسونية» و«الجريدة الماسونية» ومجلة «الإخاء» .
كانت حرب فلسطين عام 1948 هي بداية النهاية للماسونية في مصر ، حيث بدأت بعد تلك الحرب مرحلة جديدة شهدت تغيرات دراماتيكية أهمها ثورة 23 يوليو عام 1952 وسقوط النظام الملكي و خلال تلك الفترة بحسب ما جاء في كتاب "مما جرى في بر مصر" للكاتب الراحل يوسف الشريف ، والذي كان مقرّباً من جمال عبدالناصر، فإنّ الرئيس الراحل التقى في قصر الرئاسة في الأسكندرية ، برؤساء المحفل الماسوني بعد قيام ثورة 1952 بأيّام ، وظلّ يستمع إليهم في هدوءٍ لمدّة ساعةٍ حول نشاط تنظيم الماسونيّة في مصر .
ووعدوه بأنّه يمكنهم دعم ثورته في كلّ المجالات، فشكرهم وحيّاهم ووعدهم بالخير
لكن في مساء اليوم ذاته أمر عبدالناصر بإعتقال أعضاء هيئة المحفل الماسوني وإلغاء جميع أنشطة التنظيم وإغلاق أهم محفل ماسوني في العالم العربي الموجود بالإسكندريّة وتبع ذلك إغلاق باقي المحافل في مصر والعالم العربي.
بنهاية المطاف في 18 أبريل من عام 1964 أصدرت وزيرة الشئون الاجتماعية حكمت أبوزيد قرارًا بحل الجمعيات والمحافل الماسونية ، ونشرته جريدة الأهرام في اليوم التالي وتلى نشر هذا القرار نشر تحقيقات صحفية عن تجارب أعضاء الماسونية السابقين ، وكان مما نشرته جريدة الأهرام في هذا السياق أن سبب وقف نشاط الماسونية هو أن اجتماعاتهم كانت سرًا حتى على الدولة نفسها
ولكن هل بالفعل اغلقت الماسونيه مقراتها فى مصر بصفه نهائيه ام انها عادت من جديد فى وقت لاحق بعد زوال عهد ناصر والثورة .. ؟؟
.