من الذين يتحكمون في الذين يتحكمون بنا ؟؟
للكاتب والباحث ... طارق حسن
(إن النظام الديمقراطي هو أسهل وسيلة لوصول العملاء إلى السلطة) تلك هى احد القوانين الرئيسية والتى يتم التعامل بها فى عالم السياسه بالعالم .
من يحكم العالم اليوم ؟
من الذي يتخذ القرارات المصيرية للشعوب ؟
من الذي يتحكم بالاقتصاد العالمي و التوجهات السياسية التي تسلكها دول العالم ؟
أعتقد أن الجواب التلقائي هو : الحكومات الغربية اى الدول الاقتصادية المتقدمة
هذه الدول هي التي تحدد مصير البشرية جمعاء ، فتحدد ما تستهلكه الشعوب ، و ما تتعلّمه في المدارس و الأكاديميات .. و تحدد ما هي الصناعات التي وجب على الدول تطويرها و ما هي المزروعات المناسبة لها ، و تتدخّل في شؤون و السياسات الداخلية للدول ، فتدعم الانقلابات أو تثير النزعات الطائفية أو العرقية أو غيرها ، أو تقيم الحروب بين الدول ، تحاصر دول اقتصاديا و تدعم أخرى مالياً ....و و و و ...
هذه حقائق مكشوفة للجميع ، و قبلنا بها كواقع مسلم به ، لكن هذا ليس موضوعنا الآن
المشكلة هي أننا نتوصل إلى حقيقة أن "الدول الغربية هي التي تحكم العالم و تحدد مصيره" ثم نتوقف و نكتفي بهذه الإجابة ، دون التعمّق أكثر و التعرّف على الحقيقة كاملةً .
أما السؤال الذي سوف يطلق العنان لمخيّلتنا و يقرّبنا إلى الحقيقة هو :
من يحكم الدول الغربية ؟
من الذي يحدد سياسات العالم الديمقراطي الحر؟
من الذي يقوم بتوريط الحكومات الغربية المختلفة بمتاهات سياسية و اقتصادية لا يمكن لأي حاكم غربي عاقل أن يقبل بدخولها ؟ كحرب فيتنام مثلاً ، أو الحروب المختلفة في أفريقيا و أمريكا اللاتينية ، و أفعال كثيرة منافية تماماً لمصالح شعوبهم قبل النظر إلى مصالح الشعوب المعتدى عليها .... لماذا تبدو أفعال الحكومات الغربية شريرة لهذه الدرجة المخيفة ؟
من له صالح بهذه الأفعال و السياسات المجرّدة من الأخلاق؟ و من يتخذ القرار في الدول العظمى ؟
هل هم المسئولين الغربيين الذين نشاهدهم في وسائل الإعلام المختلفة ؟ الرؤساء و رؤساء الحكومات الذين يقومون بزيارات دبلوماسية هنا و هناك ، و يصرحون بكذا .. و يقررون كذا و كذا .. و يحضرون المؤتمرات و يوقعون على المعاهدات و يتخذون القرارات الخطيرة و و و .. إن الحقيقة هي أكبر من ذلك بكثير إن ما نشاهده و نسمعه في وسائل الإعلام المختلفة هي عبارة عن مسرحيات ... مشاهد تمثيلية مماثلة للأفلام السينمائية ، يتم إخراجها و إدارتها بعناية إن الذين نظن أنهم يمسكون بزمام الأمور في الدول الغربية هم ليسو سوى واجهة ... ولذا لا يهم ابدا تمثيليات الحملات الانتخابية والمناظرات وغيرها من الاكاذيب ... هذه الواجهة البرّاقة تخفي خلفها حقيقة مخيفة حقيقة نعلمها لكن لا نعمل بمقتضاها ... حكومة سرية تتخذ القرارات و تأمر الذين في الواجهة بتنفيذها ...
إن هؤلاء المساكين الذين في الواجهة ، عملهم هو اتخاذ القرارات التي تتماشى مع الحكومة السرية و من ثم يدفعون هم ثمنها اعلاميا ... عملهم هو تلقي الصفعات من قبل شعوبهم و الشعوب الأخرى واكمال الدور فقط لا غير .... إن ما نشاهده من صراعات سياسية بين الدول الغربية هي عبارة عن مسرحيات ( خدعة ) تعمل على تغطية أمور و مآرب غامضة لا يمكن لأحد في مستوى الشعوب فهمها أو إدراك مقاصدها قد تكون سياسية أو اقتصادية .. لا أحد يعلم لكن الحقيقة الوحيدة التي يمكن التوصل إليها بعد مراقبة الأحداث جيداً و التدقيق بمجريات الأمور ، هي أن جميع الدول الغربية تخضع لحكومة أو جماعة واحدة وتحدثت مراجع كثيرة عن هذه المجموعة الغامضة ... و اخر ما تسرّب من روسيا من معلومات تقول أن الدول الغربية و الصناعية المتقدمة يحكمها مجموعة صغيرة من الرأسماليين الذين يبلغ رصيدهم المالي حوالي 500 تريليون دولار
هؤلاء العمالقة الماليين هم الذين يحكمون من خلف الستار ، يحكمون بالمال بالتريليونات التي يديرون بها مجريات الأمور ، فهم الذين يسيطرون على جميع الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات و العابرة للقارات ، كشركات النفط و استخراج المعادن الثمينة و الأحجار الكريمة ، و الشركات الصناعية المختلفة ( سيارات ، طائرات ، أدوية ، سلاح ) و وسائل الإعلام ، و البنوك العملاقة مثل البنك الدولي ، و حتى المخزون المالي الفدرالي و غيرها من مرافق مالية مهمة في العالم و كل هذه المؤسسات المالية و الصناعية المختلفة هي تحت سيطرتهم تماماً . و لهم يد طويلة في تحريك مجريات الدول السياسية في سبيل تحريك مؤسساتهم و مصانعهم المختلفة ، لهذا السبب فجميع أجهزة الاستخبارات الغربية هي تحت سيطرتهم .
إن هذا الغرب الحر الديمقراطي الذي نراه أمامنا هو ليس حرّ و لا ديمقراطي ... إنه عبارة عن بلاد تحكمها عائلات رأسمالية رفيعة المستوى و يحكمون الغرب بحرية تفوق تلك التي تمتع بها ملوك القرون الوسطى و لكن بفضل الإعلام القوى و بعض المظاهر الشكلية الجميلة و الجذابة التي نشاهدها في الدول الغربية ، نظن أن تلك الحقيقة المرعبة غير موجودة إطلاقاً و لا أثر لها لكن كل ما نراه هو عبارة عن خداع بصري جاءت حكومات و إدارات كثيرة و حكمت و ذهبت ثم جاءت غيرها و ذهبت ، و سيأتي الكثيرون و يذهبون ، لكن هذه المجموعة باقية و سوف تبقى هي و سلالاتها إلى الأزل فمن برأيكم هو الحاكم الحقيقي للغرب ؟
إن ما نشاهده الآن من أحداث مختلفة حول العالم هي مسرحيات مدروسة بعناية فائقة جميعها تبدو أحداث عفوية غير مقصودة و لكنها مدبرة مسبقاً و يتم تنفيذها بدقة ألا يتساءل أحدكم يوماً لماذا تنتهي الأحداث دائماً ، مهما كان نوعها ، لصالح هذه المجموعة الرأسمالية الخفية ؟ بالرغم من أنه قد يكون احيانا المتضرر الرئيسي هو شعوب الدول الغربية و حتى حكوماتها و من الذي سبب بالنكسة الاقتصادية في العشرينات من القرن الماضي ، و أين ذهب المال ؟
من الذي استفاد بشكل كبير جداً بعد الحرب العالمية الثانية خاصة في أوروبا المدمرة كلياً و المنهكة اقتصادياً ؟
من الذي ابتكر مشروع مارشال ، و ما هو القصد منه ؟
من تسبب بالحرب العالمية الثانية أساساً ؟
من استغلّ النظام الديمقراطي النزيه في ألمانيا و دعم رجل مجنون يدعى أدولف هتلر بالمال و الإعلام و المؤامرات ، إلى أن استلم السلطة ، و تلاعب بعواطف الجماهير الألمانية ، و حكمهم باستبداد منقطع النظير ، ثم حصل ما حصل ؟
(إن النظام الديمقراطي هو أسهل وسيلة لوصول العملاءإلى السلطة) هذه حقيقة يعرفها كل سياسي في العالم ...
ما هو السبب الذي جعل هؤلاء الرأسماليين يستهدفون ألمانيا ؟ إن للشعوب حقاً ذاكرة ضعيفة جداً و قد نجح هؤلاء المنتصرين بتحريف التاريخ لصالحهم ، و قمنا بتصديقهم ، و سيبقى الحال كذلك إلى نهاية التاريخ ، دون كشف الحقيقة عندما شاهدنا كيف كانت طائرات الحلفاء تقصف المدن الألمانية بكثافة ، هناك مدن بكاملها سويت بالأرض ( مثل مدينة "درسدن" عاصمة الثقافة و الإبداع ) ربما نتوصل إلى نتيجة فحواها أن ما فعلوه بألمانيا هو أكثر من مجرّد معارك حربية ، إنها مسألة تتجاوز الحرب و بدا واضحاً أنها مسألة تدمير و تدمير و تدمير ألمانيا التي شارك علمائها و مفكريها و فنانيها في 90 بالمئة من الحضارة التي نتمتع بها اليوم بشكل مباشر أو غير مباشر
في بدايات القرن الماضي ، كاد العلماء الألمان ، و الاسكاندينيفيين و النمساويين ، أن يقلبوا العالم رأساً على عقب نتيجة ما توصلوا إليه من علوم و تكنولوجيات متطوّرة لم نسمع عنها من قبل ، و لن نسمع عنها أبداً هذه العلوم تعتمد على مفاهيم علمية مختلفة عن ما هو مألوف و قد توصلوا إلى ابتكارات طبية و فيزيائية و كيماوية و غيرها من مجالات ، كادت أن تغير العالم أجمع و هذا التوجه العلمي الجديد ، يعني نهاية الكثير من المؤسسات الاقتصادية العملاقة في العالم أهمها النفط و الذهب و الأدوية التقليدية و حتى الأسلحة و غيرها و هذا يعني بالتالي تدمير طبقة الصفوة الرأسمالية التي بنت هذه الشبكة الاقتصادية العملاقة عبر سنين طويلة و مؤامرات كثيرة ، و لا يرغبون في رؤية نهايتها على يد مجموعة من المبدعين الذين وجدوا حلولاً للكثير من المسائل العالمية الشائكة
ربما يستبعد بعضكم هذه الحقيقة و يستخف بها ، لكن تخيّل أنك أحد الرأسماليين الذين يملكون المليارات و تملك شركة نفط عملاقة ، ثم ظهر أحد الأشخاص و ادعى بأنه وجد طاقة جديدة يمكن استخدامها كبديل للنفط ما هو رد فعلك لهذا الخبر الذي قد يُفرح الإنسانية جمعاء ؟ هل ستفرح كما باقي البشر و تقبل بخسارة تلك المليارات التي استثمرتها في مجال لم يعد له قيمة بين الأسواق العالمية ؟ أم أنك سوف تلقن ذلك المخترع الصعلوك درساً لن ينساه أبداً ، و ستتخذ الإجراءات اللازمة بحقه ، و تخفيه عن الوجود هو و اختراعه اللعين ؟ إذا قلت بأنك سوف تفرح لهذا الابتكار و تقبل بخسارة المليارات في سبيل الإنسانية ، فأنت تخدع نفسك إن الكائن البشري لم يتطوّر إلى هذا المستوى الرفيع من الأخلاق
إن للشعوب ذاكرة ضعيفة إنهم ينسون الحقائق التاريخية الواقعية مهما كانت قريبة ، و يفضلون التاريخ الذي يفرض عليهم إعلامياً و ثقافياً و من مصادر معلومات أخرى قابلة للتحريف و للتزوير إن كل الروايات التي صرحوا بها عن الهجوم الياباني على بيرل هاربور كانت ملفقة إذا عدنا إلى تلك الأيام الماضية سوف نجد الكثير من المغالطات و الأمور المكشوفة كعين الشمس بالإضافة إلى التسريبات و الفضائح التي تشير إلى أن الذي قام بالهجوم هم الأمريكان و كانت القنابل الذرية مصنّعة و جاهزة قبل الهجوم الياباني بكثير بعكس ما ينشرونه من روايات و قد وقع الاختيار على اليابان لجعلها ساحة تجارب لتلك القنابل الذرية كانت عملية تفجير القنبلة الذرية ضرورة سياسية و ليس استراتيجية حربية ، ذلك لكي تصبح الولايات المتحدة
( المحكومة من قبل رجال الظلام ) البعبع العالمي الجديد فوقع الاختيار على اليابان إن من يقول أن اليابان تقدمت و تطوّرت بعد الحرب هو واهم تماماً فاليابان كانت أكثر تطوّراً و تقدماً قبل الحرب من ما أصبحت عليه بعدها لكنها أصبحت بعد الحرب عبارة عن ورشة صناعية متقدمة تابعة تماماً لرجال المال الغربيين ، و ليس رجال المال اليابانيين
إن المخططين الاستراتيجيين هم ليسو سوى مخرجين مسرحيين يبتكرون أحداث وهمية ، و يختارون الممثلين المناسبين ، فيسببون بمجزرة بين شعوبهم المسكينة ، فتتحرّك أجهزة الإعلام ( المسيطر عليها تماماً ) و تعمل على تضخيم تلك الحادثة إلى درجة تثير الرأي العام المحلي و العالمي الميال دائماً للسلام ، ثم يقوم الممثلون (الرؤساء و الحكومات و أصحاب القرار ) باتخاذ الأدوار المخصصة لهم ، تتمثّل بالتدابير اللازمة و تمثيليات أخرى تتناسب مع الحدث فيسود جو الحرب و تستنفر الشعوب أليس هذا ما حصل في الحادي عشر من سبتمبر ؟
من المستفيد من كل هذه المعمعة العالمية التي طالت دول العالم البعيدة و القريبة على السواء لا احد سوى انها مجرد نقطه ... نقطه بسيطة في مخططهم لحرب العالم الاسلامي والشرق الاوسط الجديد .. السيطرة... وما عداها من ابادات لا تعني اي شيء ...ما قيمة حروب عربية تتم على ايدي الاغبياء من ابنائها .. ما قيمة تدميراوطاننا في مخططهم التاريخي ...لاشيء ...
إن رجال الصفوة الرأسمالية لا يأبهون الحروب التي قد تنشأ نتيجة مؤامراتهم و أفعالهم المباشرة و لا يخافون منها و لا من نتائجها الخطيرة ... مهما كانت درجة شراستها و شدتها ، نووية جرثومية بايولوجية ، و غيرها ... ليس لأنهم شجعان و مقدامين ، بل لأنهم يملكون عقارات في المدن التي تم إنشائها تحت الأرض ، على عمق مئات الأمتار مدن بكاملها تم بناؤها من أجل طبقة الصفوة ، الآلهة الجدد ، و عائلاتهم و رعاياهم و أتباعهم الذين يعملون على خدمتهم ، مدن فيها ملاعب غولف و منتزهات و ناطحات سحاب مؤلفة من 60 إلى 80 طابق و بحيرات اصطناعية مجهزة بكل وسائل الترفيه كل ذلك من أجل النخبة و الآلهة الجدد في النظام العالمي الجديد .
لهذا السبب ، فهم لا يأبهون الحروب القذرة التي قد تنشأ بسببهم لأنهم بعيدون جداً عن أن تطالهم أهوالها و مآسيها و إنهم لا يأبهون بزوال طبقة الأوزون التي سببتها مصانعهم لأن نتائج هذه الكارثة الطبيعية لن تطالهم في عالمهم الأرضي الرغيد .
إنهم لا يأبهون انتشار الفيروسات و الجراثيم التي صنعتها مختبراتهم السرية من أجل تسويق الأدوية و العلاجات المناسبة لها ، إنهم لا يأبهون بأي كارثة طبيعية قد تنتج على سطح الأرض لأنهم محصنون ، إنهم لا يحتاجون للهواء و لا أشعة الشمس و لا الماء كل الأساسيات موجودة في الأسفل ، في الفردوس الصناعي قاموا بإيجاد مصادر بديلة لكل هذه الأساسيات ، مستعينين بالتكنولوجيات المتقدمة التي أخفوها عن الشعوب والتي ذكرناها .
ان ما لا تعلمه ..ان ما جهزوه لانفسهم من مدن تحت الارض ...عوضا عن كل ما بها من سبل اعاشة وحماية من الحروب النووية والبيولوجية المتوقعة والمخاطر الطبيعية التي ستحدث على الارض ...فقد جمع بها اساسيات كل العلوم والاداب التي تم حرقها وتدميرها عبر قرون في خديعة ساخرة امام الجميع ...ليس هذا فقط ...بل النسخ الاصلية من اهم القطع الفنية والاثرية بعد سرقة معظمها وابدال الاخرين بنسخ مزيفة بحرفية عالية جدا ...
هذه هي الحقيقة التي نعلم بعضها ومع ذلك نستمر كالدمي في هذا المسرح الهزلي الذي تتلاعب احداثه بنا وبمصائرنا ....
.