السلطان عبد الحميد مؤسس دولة بنى صهيون
للكاتب والباحث ... طارق حسن
( بما انك تملك المال والنفوذ يحق لك ان تكتب التاريخ كيفما شئت ) مقوله يعرفها جيدا كل من غاص فى اعماق التاريخ وتقاذفته امواجه - وقد زرع الماكرون والخبثاء من الماسونيين والمتنورون فى عقول البلهاء مقولة ( ان للحقيقة عدة وجوه ) ليستطيعوا من خلالها حشو عقولهم بكل ما يلقونه عليهم من قاذورات واوساخ فكريه تجعلهم عبيدا لهم وتابعين دون ان يدروا .
وقد زور الاتراك بمعاونة اليهود تاريخهم الاسود وبدلا من اظهار حقيقتهم بانهم سفاحين وقتله ومغتصبى الاوطان وتجار دين وبشر ، حولوهم الى فاتحين وقادة نبلاء يتحلوا بالتدين والورع
وبعكس الفكرة السائدة والمتداولة عن السلطان عبد الحميد واستنادا إلى عشرات المصادر العربية واليهودية والاستشراقية أن السلطان عبد الحميد الثاني والذي تولى السلطنة بين العامين 1876 – 1909 ساهم بدور كبير في تسهيل الاستيطان اليهودي في فلسطين والتمهيد لدولة إسرائيل وهي مقولة تؤكدها الوقائع التاريخية بعكس ما يصوره الاتراك اليوم ويعملوا على تجميل تاريخه تزييفا للتاريخ والوقائع المدمغه باكثر من دليل عليها .
فقد اصدر السلطان عبد الحميد في العام 1887 فرمانا بتشكيل متصرفية القدس والتي حولت إلى كيان إداري مستقل عن ولاية سوريا ، كما بدأت الهجرات اليهودية الجماعية بالتدفق إلى الدولة العثمانية وخاصة إلى فلسطين بسبب العداء الأوروبي المتصاعد ضد اليهود وقد عرض السلطان عبد الحميد على اليهود الحصول على الجنسية العثمانية والإقامة في أراضيها كمواطنين يحق لهم التملك والعمل والإقامة .
وكان اليهود يملكون في العام 1909 أكثر من 400 ألف دونم في فلسطين في أفضل وأخصب أراضيها ، منها 275 ألف دونم باسم روتشيلد الممول والقائد اليهودي المشهور وأنشأوا في ذلك العام مدينة تل أبيب بجوار مدينة يافا والتي اصبحت فيما بعد عاصمة دولة إسرائيل .
وبدأت في عهد السلطان عبد الحميد عمليات الاستيطان اليهودي المنظم لتأخذ شكل المدن والمستوطنات المستقلة خارج المدن الرئيسية التقليدية لليهود ، وهي صفد والخليل والقدس وطبريا ، وأنشأ اليهود مجموعة كبيرة من المدارس والمستشفيات والمصانع والبنوك . والشركات والبنوك التي كانت تمول وترعى عمليات الاستيطان والتشغيل لليهود في فلسطين كان منها بجانب روتشيلد شخصيات تركيه وكانت تعمل فى صورة استثمارات .
قابل هرتزل السلطان عبد الحميد ست مرات بين عامي 1896 – 1902 منها مرتان على نفقة السلطان وفي ضيافته ، وبرغم أن السلطان لم يوافق على إعلان فلسطين وطنا قوميا لليهود كما طالبه هرتزل بشكل رسمى لكنه سمح بحرية الهجرة والاستيطان في القدس وفلسطين بصفة فردية باعتبار اليهود مواطنين عثمانيين يحق لهم التملك والاقامة والعمل في أي مكان تابع للإمبراطورية رغم علمه التام بمخططهم ونواياهم التى عرضت عليه بالتفصيل .
ويبدو أن فكرة السلطان عبد الحميد كانت تشكيل ولاية عثمانية في فلسطين تكون مستقلة عن سوريا وتتبع الى الباب العالي مباشرة في اسطنبول هذا هو الشكل المعلن للجميع ولكن فى الخفاء كان يخطط أن تكون هذه الولاية عمليا وطنا لليهود دون إعلان رسمي في البداية على الأقل حيث كانت الدولة العثمانية في مرحلة من الضعف والانهيار، وربما أدرك السلطان أن نهاية دولته حتمية ولم يرغب وهو مدرك هذه النهاية أن يسجل موقفا تاريخيا ضده كما أن هذا الضعف كان يغري الحركة الصهيونية والدول الاجنبية بمزيد من الضغط والمساومة .
وبالطبع فإن تقييم سياسات الدولة العثمانية والسلطان عبد الحميد يجب النظر إليها وفق الاعتبارات والظروف التاريخية التي كانت قائمة ولم تعد موجودة ، فالسلطان كان ينظر الى اليهود باعتبارهم أصدقاء وحلفاء في صراعه مع الأوروبيين ، إذ كان العداء اليهودي الأوروبي محتدما وكانوا يتعرضون للاضطهاد والمذابح في دول أوروبية عدة ، وكانوا أيضا يشكلون فرصة مالية واستثمارية للسلطان والدولة العثمانية التي كانت تواجه أزمات حادة وتعاني من الهزائم المتتالية وخسارة كثير من أجزائها و لكن في المحصلة فإن التأسيس الفعلي والحقيقي لدولة إسرائيل في فلسطين كان برعاية تركية أداره وأشرف عليه السلطان عبد الحميد بنفسه .
ولم يكن وعد بلفور العام 1917 سوى استئناف أو تتويج للجهود والأعمال التركية التي بدأت قبل ذلك بأربعين سنة ، صحيح أن السلطان لم يستجب للطلب اليهودي الذي قدمه بلفور فور دخوله إلى فلسطين لكن المكاسب والفرص التي منحها لليهود لم تكن تقل أهمية عن وعد بلفور وكانت في محتواها وحقيقتها هي الوعد نفسه ، وتلك كانت طبيعة السلاطين العثمانيين وسياستهم من اجل الحفاظ على عروشهم الاوهى البيع والمساومه والتضحيه ولم يكونوا يعيروا للدين الذى اتخذوا منه حصان طرواده لاخضاع واحتلال الشعوب والاراضى اى قيمه تذكر ، ووقائع التاريخ حبلى باحداث ومذابح يندى لها جبين البشريه ارتكبوها من اجل عروشهم ..
وما اشبه اليوم بالبارحه ونحن نرى سليلهم اردوغان والذى تمتد جذوره لليهود وهو يسير على نفس خطاهم وخططهم الاجراميه الاستعماريه ملقيا بكل قيم وتعاليم الدين الاسلامى فى قاع جب عميق ومتاجرا بكل شىء من اجل الحفاظ على عرشه وسلطته وطمعا فى ثروات الغير ومقدراتهم .
.