ألملك الفضى - بسوسنس ألأول
بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ امون بعشرين عاما كان هناك بعثة اثرية بقيادة العالم الفرنسي بيير مونتيه تنقب في شمال
الدلتا بحثا عن معابد ومومياءات ملكية واثمر البحث عن اكتشاف معبد دفن فيه ضريح لملك مصري يطلق عليه اسم
بسوسنس الأول وقد لقب بالملك الفضي لان تابوته كان مصنوع من اكثر من 90 كيلو غراما من الفضة النقية ومنحوت
بمهارة عالية ومزين باللازورد اكثر من قبر توت عنخ آمون ..
اما سبب اختياره الفضة ان ارض مصر كان فيها موارد طبيعية للذهب الذي يعتبره المصريون القدماء لحم الالهة
لمقاومته للصدء وبريقه الذي يدوم للابد كالالهة اما الفضة فهي عظام الالهة بسبب لونها الشاحب الا انها لم تكن موجودة
في مصر بل كانو يستوردونها مع اللازورد من افغانستان فيدل على قوته وغناه الفاحش حتى استطاع الحصول على هذه
الكمية الكبيرة .
والعمل بالفضة اصعب من العمل بالذهب حيث صبت الفضة في قالب ثم قاموا بتمليسها ونحت تعابير وجهه وهكذا عمل
احتاج الى مئات الساعات حتى يتم اتقانه
حكم بسوسنس في فترة مظلمة من حياة مصر استمرت ل٥٠٠ عام حيث كان التنافس على الحكم قائما والانتكاسات
الاقتصادية والحروب الاهلية بالاضافة الى التهديدات الخارجيه ...
وكان بسوسنس الحاكم الثالث من الاسرة الواحد والعشرين ووجد في قبره منحوتات صغيرة ومعاذن ثمينة واحجار
كريمة
وكنوز لا تقدر بثمن وكان وجه مومياء الملك مغطاة بقناع من الذهب الخالص مما يفوق قناع توت عنخ امون الذي
داخله
الزجاج والاحجار في صناعته ، اما هذا القناع فكان من الذهب الخالص .
وتشير الكنوز الموجودة في قبر الملك بسوسنس الى المكانة الكبيرة والترف الكبير الذي كان يعيشه حيث كان ملكا
وكاهنا
اعلى بنفس الوقت مما اكسبه غنى كبيرا جدا حيث يحصل كونه ملك على الضرائب ويحصل على هدايا المعبد ....
واثبت العلماء انه كان ملكا وكاهنا اعلى وذلك من خلال المنحوتات التي وجدت في معبده وقبره حيث يوجد انية فضية
اسمها بترا منحوت عليها رمز الملك الفضي وهو النجمة وطائر .
وقد كتب على الطبق (حياة الاله المثالي . سيد الارضيين . الكاهن الأعظم لامون . ملك الآلهه . محبوب آمون )
ووجد ايضا سوار لليد نقش عليه ( ملك مصر العليا والسفلى . سيد القوة . بسوسنس حبيب آمون )
ومن داخل سوار نقش عليه (الحي كالرب عاهل كل مسرة . رب السعادة )
وقام بسوسنس بنقل العاصمة حجر تلو الاخر الى تانيس والتي اثبت العلماء فيما بعد انها نفسها هي المدينة الاسطورية
الضائعة التي بناها رمسيس الثاني اقوى ملوك مصر .
كانت فترة حكم بسوسنس من اطول فترات الحكم في مصر حيث حكم حوالي 46 عاما وكان سياسيا ناجحا . وصد
غزوات خارجية . وبنى المعابد للاله آمون وعدة قصور ملكية .
ولم يستطع العلماء من فحص مومياءه بدقة بعد اكتشافها مباشرة بسبب نشوب الحرب العالميه وقتها ومغادرة مونتيه
مصر الى فرنسا فاقفل الموقع وسلم الكنز الى متحف القاهرة وبقية مومياء الملك في سجلات الجامعة المصرية وبعد
70
عام قام الدكتور فوزري جاب الله بفحص بقايا المومياء التي لم يجدو سوى العظام منها بسبب تحلل الجثة في بيئة الدلتا
الرطبه بعكس مومياءات وادي الملوك التي دفنت في بيئة جافة . الا ان الفحص لعظامه يقول انه كان بطول 166 سم
قوي البنية . عانى من كسر في في الفقرة السابعه من عنقه وقد شفيت خلال فترة حياته توفي وهو فى سن ال 80
عاما
في فترة كان معدل العمر فيها 35 عاما وعانى من مرض الروماتيزم .
و الى وقتنا الحالي لم يجد هذا الملك التقدير المناسب ويذهب البعض للربط بينه وبين شخصية هامان وزير فرعون في
قصة سيدنا موسى من القران الكريم .
ولكن حتى الان لم يخضع تاريخ هذا الملك للبحث والتدقيق لاسباب غير معلومه