[center]مقدمة عن الملك سونسرت الثالث :
الأسم الأصلى هو س ان اوسرت ،، وتعنى الآله اوسرت ، والأسم الملكى هو خاوكارع ، وتعنى قوة رع اتية .
وهو الملك الخامس للأسرة االثانية عشر أى (الدولة الوسطى) ويعتبر من أهم وأعظم ملوك مصر القديمة فى هذه الفترة بل و فى التاريخ المصرى القديم وهو لا يقل مقداراً وعظمة عن الملك مينا وخوفو فى الدولة القديمة وأحمس وتحتمس الثالث فى الدولة الحديثة ولذلك نال شهرة لم يحصل
عليها أحد من ملوك عصر الدولة الوسطى ، وأطلق عليه اليونانيين أسم سيزوستريس الثالث وهو المصدر الذى أستمدوا منه أسطورتهم سيزوستريس فقد تناثرت الأساطير والأقاويل حوله لفترات طويلة ، و ذلك لكونه أحد المؤثرين في تاريخ المصريين ، وأيضاً لأنه محارب عظيم وسياسى
محنك وأقتصادى من الطراز الأول ، حيث وصل بعملية الأصلاح الزراعى والأقتصادى فى مصر فى هذه الفترة من الزمن مما جعل مصر فى مصاف الدول الأقتصادية الكبرى فى ذلك الوقت .
وأثبت بأعماله فخر أنتسابه لتلك الأسرة المجيدة ، واستمرت ذكراه تتردد حتى بعد مرور قرنين من الزمان كملك من أقوى الملوك ، حتى أن منهم من رفعه فى مصاف المعبودات .
نشأة الملك سنوسرت الثالث :
نشأ فى رعاية والده سنوسرت الثانى ، ووالدته هى نفر حجيت الأولى ، وشهد الرخاء الذى عاشت فيه مصر فى ظل حكم والده الآمن ، وقد شارك والده فى آخر سنوات حكمه ليكون مستعداً لخلافته .
بدأ بحكم مصر بعد وفاة والده ، وحكم مصر مابين عام ( 1878 _ 1843 ق.م ) وفى هذه الفترة استطاع أن يقضى نهائيا على نفوذ حكام الأقاليم بعد أن زادت ثرواتهم ونفوذهم ، فجردهم من ألقابهم التى كانت أرثا لهم من بعدهم ، وعراهم من مزاياهم فأصبحوا موظفين لا أكثر ولا أقل وبهذا عادت هيبة الملك الحاكم وقداسته و هو ما استفاد به من تلاه في الحكم .
وأستمر فى سياسة أبيه من خلال الأهتمام بالزراعة فقام بإنشاء أول قناة مائية ربطت بين الأحمر والمتوسط من خلال نهر النيل وأطلق على هذه القناة أسم سيزوستريس وكانت تمتد من المتوسط إلى نهر النيل أما القسم الثانى الذى يمتد من النيل إلى البحر الأحمر أطلق عليه قناة كربت ، ولقد
لعبت هذه القناة دوراً كبيراً فى تقدم الزراعة كما ساهمت فى أذدهار التجارة بشكل كبير ولذلك استطاع الملك سنوسرت الثالث في هذه الفترة مضاعفة ثروات مصر و احداث العديد من التطورات ، السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية .
تزوج هذا الملك من عدد كبير من السيدات ، كما كان له عدد كبير من المحظيات من أبرزهم مريت سجر، نفر حنوت خنمت ، ونفر حجيت الثانية ، وأنجب منهم العديد من الأبناء ، من أبرزهم خليفته أمنمحات الثالث ، ومينت ، ومريت وغيرهم
شخصية سنوسرت الثالث :
يعتبر سنوسرت الثالث هو من صنعَ لحكمة شخصية “سنوسرت” المعروفة كما نسجتها الأسطورة فطغت بذلك على عهد سلفه – ( والده سنوسرت الثاني ) وهو من بدأ الإصلاحات فى فترة حكمة والتى استمرت 15 عام ، إلا أن عبقرية سنوسرت الثالث وأعماله وفتوحاته غطت وأعطت سمة بأن كل عمل باسم سنوسرت عامة يخص الملك سنوسرت الثالث أو كما سماه
الإغريق سيزوستريس . وبذلك أمتاز سنوسرت الثالث بعبقرية بالغة فى الحكم وأتساع شديد فى الفتوحات وقد كان له العديد من التعاملات مع الأغريق ، وذكر فعلياً فى العديد من المصادر الأغريقية باسم سيزوستريس وأيضاً الأسطورة ، و أهم مايميزه أيضاً قوة الأدارة والحزم والفخر بالنسب .
وقد عبرت وجوه تماثيله عن هذه الشخصية القوية المتميزة بقوة الإرادة والحزم والصرامة .
مكانة سنوسرت الثالث فى التاريخ المصرى :
يُعد «سنوسرت الثالث» عند المصريين من أكبر الفاتحين الذين قاموا بحروب طاحنة دفاعًا عن حدود مصر من جهة الجنوب ضد السودان ، ومن جهة الشمال ضد الأسيويين ، غير أن الحروب التي قام بها جنوبًا كانت شغله الشاغل طوال مدة حياته ، من أجل ذلك عدَّه المصريون من أكبر فاتحيهم ، حتى إنهم ألَّهوه فيما بعد ما يقرب من قرنين من الزمان ، وبقي اسمه تتناقله الأجيال ويذكرونه في اساطيرهم باسم «سوزستريس».
سياسة سنوسرت الثالث بعد تولى الحكم :
الأصلاحات الداخلية :
قبل أن يبدأ سنوسرت الثالث في الاهتمام بالاصلاحات السياسية الخارجية و التمدد و الاتساع ، بدأ في اصلاح البنية التحتية للدولة حيث قام بالعديد من الاصلاحات الاقتصادية ، و منها شق العديد من الترع و القنوات و قد استصلح العديد من الأراضي ، هذا فضلا عن توفير العديد من الاصلاحات السياسية و على رأسها اصلاحات في نظام الحكم و بشكل خاص في الأقاليم .
النشاط العمرانى :
قام ببناء معبداً ومدينة فى أبيدوس كما بنى معبد فى مدامود و كذلك ينسب أليه بناء الهرم الأسود فى دهشور والذى قام ببنائه على مرحلتين وبعد ان حدثت مشاكل فى انشائية بنائه تخلى عن فكرة بنائه لفترة قبل أن يعيد أستكماله فى فترة لاحقة من حكمه ، وقد وتم تخصيص هذا الهرم لدفن السيدات الملكيات ، كما قام ببناء هرم جديد فى منطقة الهوارة
القضاء على نفوذ حكام الأقاليم
عندما أعتلى سنوسرت الثالث العرش أهتم بمواجهة مشكلة الأقطاعيات المحلية بعد إن أستأثرت بسلطات واسعة جداً تضارع فى بعض الأحيان سلطة الملك نفسه ، ويشهد على ذلك البذخ فى مقابر ينى حسن ، أو نشاط عائلة جوحوتى حتب فى حتنوب . وكان سنوسرت الأول جد الملك سنوسرت الثالث ، قد توصل لحل هذه المشكلة ، عندما قام بتوزيع أختصاصات منصب الوزير ، وعندما جاء سنوسرت الثالث، عزم عل الأمر على القضاء على سلطات الأقطاعين الذين أخذوا يتحولون تدريجياً إلى زعماء أسرات محلية ، ويرتكذون فى ذلك على تقاليد عائلية طاعنة فى القدم من تلك التى ينتسب إليه الملك ، فألغى منصب حاكم الأقليم بلا قيد ولا شرط ، وإن أستثنى حاكماً واحد وهو ,, واح كا ,, حاكم أنتيوبوليس الذى ظل فى منصبه حتى عهد أمنمحات الثالث وبمقتضى التنظيم الأدارى الجديد ،أصبح الوزير يشرف أشرافاً على البلاد من خلال ثلاث وزارات ,,وعرات .. وزارة فى الشمال ، وأخرى فى الجنوب ، والثالثة فى رأس الجنوب ، وتشمل الفنتيين والنوبة السفلى ، ويدير دولاب العمل فى كل وزارة موظف يعاونه مساعد ومجلس جاجات ، ويتولى أبلغ التعليمات إلى رؤساء الأقسام ، الذين يعتبرون من جانبهم مسؤلين عن تنفيذهامن خلال الكتبة . ومن الأصلاحات السياسية السابقة حدث إصلاح أجتماعى وهو صعود الطبقة الوسطى . وترتب على هذا الإصلاح، نتائج مزدوجة إذ فقد المسئولين عن الإشراف نفوذهم وسلطانهم ، وبالتالى صعدت الطبقة الوسطى ،الأمر الذى يمكن تتبعه من خلال أذدياد النذور المكرسة للوزير فى أبيدوس وتعددها ، كما قام الملك بنفسه بتطوير الأقليم الذى ينحدر منه ، فشيد معبداً للمعبود ,,مونتو,, المدامود . الإصلاحات الاقتصادية والمشاريع القومية :
بالإضافة إلى نشاط الملك سنوسرت الثالث فى استكمال مدينة سمنة وتشييد معبد كوبان فى النوبة كرس الملك جلَ اهتمامه للفيوم ، وظل اسمه مرتبطا بها حتى العصر اليوناني الروماني ،حيث كان يعبد تحت اسم “لاماريس”.
وقد عثر فى “بيهمو” على تمثالين عملاقين من الجرانيت يرتكزان على قاعدتين من الحجر الجيري يصورانه جالسا ، وزين معبد المعبود سوبك فى كيمان فارس . وأقام هيكلا للمعبودة “رننوتت” ، ربه الحصاد ، فى مدينة ماضي ، ونذكر على وجه الخصوص تشييده هرمين لنفسه الأول فى دهشور والآخر فى هوارة ، وعلى مقربة من هرمه فى هوارة توجد أطلال ما تبقى من معبده الجنائزي الذى أطلق عليه “استرابون” اسم “اللابيرانت” قصر التيه لما أراد وصفه . هذا إلى ما قام به الملك من مشروعات قومية كبيرة ، قام بشق الترع وتطهير المصارف لكى تصل المياه إلى الأراضي العالية ، وكذلك قام باستصلاح أراضى جديدة وزراعتها مما عاد بالخير الوفير على مصر فى تلك الحقبة التاريخية الهامة.
فقام بحفر أول قناة مائية تربط ما بين البحر الأحمر والمتوسط عن طريق النيل سميت هذه القناة قناة سيزوستريس (التسمية الأغريقية لسنوسرت) وانشأ امتدادها واسماها قناة (كبريت)، ادت هذه القناة إلى ازدياد حركة التجارة مع مصر وبلاد بونت وبين مصر وجزر البحر المتوسط (كريت وقبرص).وهذه القناة ساهمت على تقدم الزراعة في مصر أثناء حكم الدولة الوسطى.
وترتب على هذه الإصلاحات وخاصة الأصلاحات السياسية ، نتائج مزدوجة إذ فقد المسئولين عن الإشراف نفوذهم وسلطانهم ، وبالتالى صعدت الطبقة الوسطى ، ويعد ذلك أصلاح أجتماعى ، الأمر الذى يمكن تتبعه من خلال أذدياد النذور المكرسة للوزير فى أبيدوس وتعددها ، كما قام الملك بنفسه بتطوير الأقليم الذى ينحدر منه ، فشيد معبداً للمعبود مونتو المدامود
المشاكل التى واجهت الملك سنوسرت الثالث :
كان من أهم مشاكل هذه المرحلة الهجوم على مصر من الجنوب والشرق لذا كان من الضروري تأمين هذه الحدود،فقام بالعديد من الاتفاقيات مع بلاد النوبة و الشام و ليبيا ، من أجل تأمين كافة حدود مصر ، و كان ذلك بعد إرسال العديد من الحملات التأديبية لهذه الأماكن من أجل صد عدوانها .
قام بالتوسع فى الجنوب ، فأغار على النوبة وذلك فى الفترة الممتدة مابين 1866 إلى 1863قبل الميلاد ، ووصل حتى الشلال الثالث ، وقام ببناء مجموعة من القلاع النهرية الضخمة وأبرزها قلعة بوهن وقلعة توشكى
كانت أولى المحاولات للتعامل مع بلاد النوبة أيام امنمحات الأول ، و قد كانت بداية تعامل سنوسرت معهم على شكل حرب ، للتأديب ، و ذلك لكونهم مصدر إزعاج أساسي لمصر ، بعدها تطور أسلوبه في التعامل فقام بانشاء مشاريع قومية كبيرة ، تلك المشاريع التي عملت على إخماد شوكتهم ، و خدمت الدولة و الجيش على حد سواء و اعادت رسم الحدود .
اقام سنوسرت عدد من التحصينات من جهة بلاد النوبة ، و كان من بينها اقامة حائط ضخم من الطوب اللبن بطول الشاطئ الشرقي للنيل ، و اقامة ثلاثة حصون كبيرة على شاطئ النيل ، و كانت هذه الحصون عند منطقة سمنة و قمة و إحدى الجزر في وسط النيل عند وادي حلفا . وذلك ليتمكن من السيطرة على الجنوب، قام بشق وادي الجندل الأول ، و قد امتاز بتسهيل رسو المراكب . وقد وجدت العديدمن الآثارللملك سنوسرت في بلاد النوبة و من بينهم تمثالين عملاقين له ، و نقشا ربما كان لوحة تأسيسية قد أرسلها لهم التوسع جنوباً إلى بلاد النوبة والسودان:
سياسة سنوسرت خارج البلاد :
فى بلاد النوبة اتبع السياسة التى بدأها سلفاه أمنمحات الأول وسنوسرت الأول،وأكمل ما تركوه بتحقيق المحافظة على النفوذ المصري ونظراً لفدرته الأدارية والعسكرية ،قادَ الحملات بنفسه إلى بلاد النوبة ، وأقام بها سلسلة من الحصون القوية ، أهمها قلعتا سمنة وقمنة فيما وراء الجندل الثانى فى المنطقة الموجودة على حدود مصر الجنوبية عند وادى حلفا.
الحملة الأولى إلى بلاد النوبة :
كان لإندفاع النوبيين إلى الشمال من الجندل الثالث ،الدافع وراء اتخاذ سنوسرت الثالث إجراءات حازمة فقام فى العام الثامن من حكمه بشن حملته الأولى ضد بلاد كوش ، و فى العام التاسع عشر أمدَ المصريون مجرى النيل حتى الجندل الثاني ، ونجحوا فى بسط نفوزهم حتى بلدة سمنة التى صارت تشكل الحدود الجنوبية لسلطانهم .
وأول عمل قام به «سنوسرت» عند اعتلاء عرش الملك للأستعداد لمحاربة السود هو تأديب قبائل السود في بلاد النوبة، وهم الذين كانوا في حالة اضطراب وقلاقل في عهد الملك السابق، بل كانوا مصدر خوف في داخل مصر نفسها، وكانت الشلالات أكبر عائق للقيام بالغزوات في السودان لما تسببه من قطع المواصلات أو تعويقها.
فكان لزامًا على الفرعون أن يكون لديه أسطول عظيم لنقل الجنود ولمدِّهم بالغذاء والمهمات باستمرار. ومنذ خمسمائة عام من هذا التاريخ تغلب فراعنة الأسرة السادسة على هذه العقبة بحفر سلسلة ترع حفرها «وني» لعوامل تجارية ، ولكنها بعد هذا الزمن الطويل كانت قد هدمت، ولم تعُد صالحة لما يتطلبه الموقف وقتها، ولذلك رأى «سنوسرت» ضرورة حفر قناة عند الشلال الأول ليعبر فيها إلى أعالي الشلال، وذلك لتعميق الممر الموجود الآن شرقي جزيرة سِهِل،ليساعد على جر السفن فيه بدون عناء كبير ، ولذلك قد تما بالفعل حفر ترعةالشلال من جديد أستعداداً للحملة الثانية لبلاد النوبة .
الحملة الثانية إلى بلاد النوبة
ويبدو أن الحملة الأولى لم تكُن كافية لتصفية الموقف مع قبائل السود، فأعاد الملك الكرَّة بعد ثمانية أعوام ، ولكنه وجد أن الترعة التي حفرها لم تعُد صالحة لأن تعبرها السفن الحربية وسفن النقل؛ فطهرها ثانية. وقد دوَّن هذا العمل على صخور «سِهِل». وأمرالملك ، أن تحفر الترعة من جديد واسمها «أجمل طرق خع كاو رع» ، وعندما سار جيشه إلى أعالي النهر ليهزم الكوش الخاسئين، وكان طول هذه الترعة مائة وخمسون ذراعًا وعرضها
عشرون ذراعًا وعمقها خمس عشرة ذراعًا،أي إن هذا الممر كان كافيًا لمرور أية سفينة لمثل هذه البعثة. وقد حُفرت الترعة هذه المرة حفرًا جيدًا؛ إذ بقيت مستعملة حوالي أربعمائة سنة تقريبًا بعد حفرها .
نتائج الحملة الثانية :
وقد كان من نتائج هذه الحملة أن تقدم المصريون في زحفهم نحو سبعة وثلاثين ميلًا جنوب «وادي حلفا»، ولكنهم كانوا لا يزالون بعيدين عن «كرمة» التي اتخذها «زفاي حعبي» مقرًّا لحكم هذه الجهات في عهد «سنوسرت الأول» بنحو مائتي ميل، وكان الملك «سنوسرت الثالث» مصممًا على أن يحافظ على ما فتحه، فأقام نُصبًا في «سمنة» حيث اقام حصنًا ليحافظ على
حدود فتوحاته الجديدة ، ليمنع أي أَسْوَد أو أي قطيع من السُّود أن يتخطاه، سواء أكان ذلك بطريق النهر أو البحر، بسفينة أو غيرها، اللهم إلا إذا أتى أَسود للتجارة ، أو لأداء مهمة، وفي مثل هذه الحالة يعامَلون معاملة حسنة (أي تعطى لهم كل التسهيلات) على شرط ألا يُسمح لسفينة فيها سود أن
تتخطى (سمنة) ذاهبة نحو الشمال أبدًا.
الحملة الثالثة إلى بلاد النوبة :
وبعد مضي أربعة أعوام على هذه الحملة الثانية في بلاد «النوبة» قامت الحملة الثالثة، أي في السنة الثانية عشرة من حكم الملك سنوسرت الثالث ، غير أنه لم يتم العثور على نقوش تُحدثنا عما جرى في خلالها ، إلا جُملة نُقشت على صخور «أسوان»، ولم يُذكر فيها إلا تاريخها، واسم الملك والكلمات الآتية: سار جلالته لهزم بلاد «كوش».
الحملة الرابعة إلى بلاد النوبة وإقامة لوحة الحدود المشهورة :
والواقع أن بلاد «كوش» هذه قد تطلبت من الملك غزوات عدة قبل أن تخضع وتذعن تمامًا للحكم المصري ؛ إذ إنه بعد انقضاء أربعة أعوام على الحملة الأخيرة كان «سنوسرت» يزحف بجيشه كرَّة أخرى، وفي هذه المرة أقام لوحة ثانية في «سمنة» وأمر بإقامة صورة منها في جزيرة «ورونارتي»، وتقع تحت بلدة «سمنة» مباشرة.
الحصون التي أقامها الملك سنوسرت الثالث :
لحماية مصر من هجمات النوبيين أقام سنوسرت الثالث عدة تحصينات عبارة عن حائط كبير من الطوب اللبن بطول الشاطئ الشرقي للنيل عند الجندل الأول وتعتبر هذه القلاع المتبقية من أفضل نماذج العمارة العسكرية التى لم تنل منها معاول الزمان . قناة الجندل الأول ” حسنة طرق خع كاورع”
لتسهيل السيطرة على الجنوب لجأ إلى فتح قناة فى الجندل الأول للحد من شدة التيار ولكى يسمح للمراكب بأن تمر بسرعة ، وكذلك لتسهيل رسو المراكب فى هذا الجزء الوعر من النهر ، حيث كانت المراكب تشد على معابر صناعية عبر التيار ، أو أنها كانت تربط بالحبال عند إنزالها النهر وقد سميت هذه القناة باسم ” حسنة طرق خع كاو رع .
وهكذا وضع نهاية للتهديدات التى تعرضت لها البلاد من الجنوب من غزو زنجي ، وثبت الحدود عند الجندل الثاني ، وقام بأربع حملات ضد هذه القبائل.
آثار سنوسرت فى بلاد النوبة :
شيد على الحدود الجديدة 3 حصون كبيرة واحد على كل شاطئ النيل و الثالث على جزيرة فى وسط نهر النيل بالقرب من وادى حلفا . و أقام فى منطقة سمنة تمثالا كبيرا له و لوحات لكى يحدد مكان الحدود،و يبلغ عدد ما أقامه هناك حوالى 14 قلعة وحصنا مزودة كل منها بمكان للعبادة.
فقد قام الملك سنوسرت الثالث بإقامة تمثالين عملاقين في مدينة سمنة تخطى طولهما العشرين متر وهو أول ظهور للتماثيل العملاقة بهذا الحجم فى التاريخ المصري ، وكان الغرض منهما هو تخويف بلاد النوبة من بطش صاحب التمثالين الملك سنوسرت عند الخروج عليه والذى ظهر فى التمثالين قوى البنية غليظ ملامح الوجهة ، مهاب فى شكله العام .وكذلك وجدت لوحات تحدد مكان الحدود وكذلك عثر على لوحة تقص نقشها على أصدر الملك سنوسرت قرار يمنع أي زنجي من أن يعبرها من عن طريق البر أو النهر على قارب أو على قطعانه من الماشية على الإطلاق . وهناك نقش آخر أقيم فيما بعد بعدة سنوات،و هذا النقش هو“إن هؤلاء الزنوج ليسوا أناسا شجعان
بعد كل هذا ، إنهم تعساء ومجردون من الشجاعة ، لقد رآهم جلالتي وهذا ليس كذبا ، لقد أسرت نساءهم واصطحبت رعايهم ، وذهبت حتى آبارهم ، وقضيت على ماشيتهم وأحرقت غلالهم وأقسم بحياتي وبأبي أنني أقول الحقيقة وليس هناك أية فرية تخرج من فمي فيما يتعلق بهذا الموضوع.
لوحة الحدود :
وتعد نقوش لوحة «سمنة» الثانية التي سجلت لنا حملة السنة السادسة عشرة من أهم النقوش التي وصلت إلينا من هذا العصر ، ولا تنحصر أهميتها في أنها حددت لنا «التخوم المصرية في هذا العهد من جهة بلاد النوبة، بل لأن جملها المنمقة تذكرنا بالخطب التي ذكرها «ديدور»، والذي يقول عنها إنها كتبت على لوحة نقشها «سوزستريس» الخرافي تذكارًا لفتوحه، وتعد هذه النقوش بحق من أهم ما تركه لنا قدماء المصريين في كل عصورهم، إذ يتمثل لنا فيها قوة إرادة هذا الملك وشدة حرصه على مجد بلاده، وإذكاؤه نار الغيرة في نفوس أخلافه للمحافظة على فتوحاته ، والدفاع عن حدودها بالنفس والنفيس، وهذه ترجمتها حرفيًّا لتكون مثلًا حيًّا لأبناء هذا الجيل من المصريين في وقت أحوج ما تكون فيه البلاد لمثل هذه العظات الخالدة .
وقد وجد على لوحة ، يطلق عليها لوحة الحدود ، تسجل أن الملك سنوسرت الثالث أصدر مرسوما فى العام الثامن من حكمه يمنع أهالي النوبة جنوبي منطقة سمنة أن يتخطوها شمالا إلا إذا أتوا للتجارة أو بسبب عمل مشروع .
وكان على الدوريات المقيمة هناك الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة للقبائل فى هذه المنطقة.
نص لوحة الحدود الخالدة :
في السنة السادسة عشرة في الشهر الثالث من الفصل الثاني، عندما مد جلالته الحدود لغاية حح» (سمنة)، «لقد جعلت تخوم بلادي أبعد مما وصل إليه أجدادي، ولقد زِدت في مساحة بلادي على ما ورثته، وإني ملك يقول وينفذ، وما يختلج في صدري تفعله يدي، وإني طموح إلى السيطرة، وقوي لأحرز الفوز، ولست بالرجل الذي يرضي لبه بالتقاعس عندما يعتدَى عليه،
أهاجم من يهاجمني حسب ما تقتضيه الأحوال، وإن الرجل الذي يركن إلى الدعة بعد الهجوم عليه يقوِّي قلب العدوِّ، والشجاعة هي مضاء العزيمة، والجبن هو التخاذل، وإن من يرتد وهو على الحدود جبان حقًّا، ولما كان الأسود يحكم بكلمة تخرج من الفم، فإن الجواب الحاسم يردعه، وعندما
يكون الإنسان ماضي العزيمة في وجهه «الأسود» فإنه يولي مدبرًا؛ أما إذا تخاذل أمامه فإنه يأخذ في
مهاجمته. على أن السود ليسوا بقوم أشداء ولكنهم فقراء كسيرو القلب، ولقد رآهم جلالتي، وإني لست بخاطئ في تقديري، ولقد أسرت نساءهم، وسُقت رعاياهم، واقتحمت آبارهم، وذبحت ثيرانهم، وحصدت زرعهم؛ وأشعلت النار فيما تبقى منها. وبحياتي وحياة والدي لم أنطق إلا صدقًا، دون أن تخرج من فمي فرية. وكل ولد أنجبه ويحافظ على هذه الحدود التي وصل إليها جلالتي يكون ابني، وولد جلالتي، وألحِقه بنسبي، وإن من يحافظ على تخوم الذي أنجبه، يكون منتقمًا لأبيه حقًّا، أما من يتخلى عنها، ولا يحارب دفاعًا عن سلامتها فليس ابني ولم يولد من ظهري، والآن تأمل فإن جلالتي قد أمر بإقامة تمثال عند هذه الحدود التي وصل إليها جلالتي حتى تنبعث فيكم
الشجاعة من أجلها، وتحاربون للمحافظة عليها» وهذا الروح الحربي نشاهده في الصور التي تنطق بها التماثيل العدة التي تركها لنا هذا البطل العظيم، وبخاصة تلك التماثيل التي كُشف عنها في ساحة معبد الملك «نب-حبت رع» بجوار الدير البحري؛ حيث أقامها لتكون تذكارًا لسلفه العظيم، وهذه التماثيل تصور لنا «سنوسرت الثالث» في أطوار حياته الثلاثة المختلفة الشباب – الكهولة – الشيوخة، وكلها موجودة الآن بالمتحف البريطاني.
وتلمح في تمثال شيخوخته وجهًا ينم عن القوة الساحقة والعظمة والكبرياء التي يمتاز بها عظماء الفاتحين . ذكرى انتصارات «سنوسرت» في الأساطير وتسميته «سوزستريس :ولقد كان لانتصارات «سنوسرت الثالث» هذه في بلاد النوبة أثر عظيم في تاريخها وعاش اسم «سنوسرت» محرفًا باسم «سوزستريس» ومن ذلك نشأت اسطورة «هرودوت» عن «سوزستريس» إذ يقول لنا فيها: «هذا الملك كان حينئذ هو الملك الوحيد الذي حكم «أثيوبيا» (بلاد النوبة» وذلك طبعًا لا ينطبق على الواقع ، ولكن من جهة أخرى يُظهر لنا مقدار تأثير انتصارات «سنوسرت» في هذه البلاد .
ولا نعلم إذا كان هذا الملك قد حرَّم عبادة تمثاله الذي أقامه عند الحدود أم لا، ولكنا نعرف أن هذا التحريم، إذا كان قد حدث ، فإنه نُسخ بعد مدة قصيرة ، وأصبح «سنوسرت» يعد من بين الآلهة الذين كانوا يُعدون أربابًا لبلاد النوبة . ولما تولى «تاهرقا» الملك النوبي حكم البلاد بعد انقضاء ألف ومائتي سنة من حكم «سنوسرت» أعاد معبد «سمنة» وعبادة فاتح «النوبة» العظيم «سنوسرت الثالث».
وقد ظلت ذكرى إنتصارارته وذلك تأسيراً لنقوشه المعروفة ’’ أن أي من أبنائي يحافظ على تلك الحدود التى أقرها جلالتي فهو ابني وولد من صلبي أما من يدمرها ويفشل فى الحفاظ عليها فليس ابن لي وليس من صلبي”.
ومن ذلك نرى أن بلاد «النوبة» قد نالت الكثير من اهتمامه، وقد وجد اسمه منقوشًا في «إلفنتين» «وسهل» «وأمادا» و«تشكة» وكل هذه الأماكن شمال الشلال الثاني، أما جنوبه فقد وجدنا اسمه كذلك على معبد أقيم تكريمًا له في( مرجرس) ،ويقع على الشاطئ الغربي من الشلال الثاني، ووجد اسمه على قطعة من لوحة في قلعة «جزيرة الملك» وتقع على مسافة أربعة أميال شمالي «سمنة».
سياسته فى بلاد النوبة :
فى بلاد النوبة اتبع السياسة التى بدأها سلفاه أمنمحات الأول وسنوسرت الأول ، وكان ذلك أما عن طريق الحملات الحربية التأديبية أو عن طريق العلاقات الدبلوماسية والتصالح مع الجيران ونفَذ ذلك برؤية خاصة له فعمد في البداية بالحرب وتأديب الخارجين من النوبيين والذين كانوا مصدر إزعاج لمصر من قديم الأزل ، وبعدها عمد إلي عدة أساليب ومناهج فكرية تنم على
عبقرية هذا الملك العظيم ، فعمد إلي أنشاء بعض المشاريع القومية الكبيرة والتي تخدم الدولة والجيش في حين خروج تلك الشعوب على الحاكم مرة أخرى ، ورسم الحدود وحدد إقامة النوبيين.
آثارسنوسرت الثالث فى بلاد النوبة :
ومن ذلك نرى أن بلاد «النوبة» قد نالت الكثير من اهتمامه، وقد وجد اسمه منقوشًا في «إلفنتين» «وسهل» «وأمادا» و«تشكة» وكل هذه الأماكن شمال الشلال الثاني أما جنوبه فقد وجدنا اسمه كذلك على معبد أقيم تكريمًا له في( مرجرس)ويقع على الشاطئ الغربي من الشلال الثاني، ووجد اسمه على قطعة من لوحة في قلعة «جزيرة الملك» وتقع على مسافة أربعة أميال شمالي «سمنة»
تلخيصاً لما سبق :
اتبع نفس السياسة التى بدأها أسلافه الملك امنمحات الأول و الملك سنوسرت الأول فحافظ على النفوذ المصرى هناك فقام 4 حملات ضد القبائل الزنجية و قد نجحت فى حماية مصر من هذا الخطر قام الملك بإقامةعدة تحصينات قوية عبارة عن : حائط كبير من الطوب اللبن بطول الشاطئ الشرقى للنيل عند الشلال الأول . و بذلك فقد وضع نهاية للتهديد التى تعرضت له البلاد فى فترات كثيرة من الجنوب و ثَبتَ حدود مصر بشكل دائم عند الشلال الثانى . و شيد على الحدود الجديدة 3 حصون كبيرة واحد على كل شاطئ النيل و الثالث على جزيرة فى وسط نهر النيل بالقرب من وادى حلفا . لجأ إلى فتح قناة فى الشلال الأول للحد من شدة التيار و لكى يسمح للأسطول بأن يمر بسرعة و لتسهيل رسو السفن فى هذا الجزء الوعر من النهر و قد سميت القناة باسم ” حسنة طرق خع كاورع “. وقد ردمت هذه القناة التى حفرها الملك عند الشلال الأول ليسهل عملية الوصول إلى ما و أقام فى منطقة سمنة تمثالا كبيرا له و لوحات لكى يحدد مكان الحدود.
و يبلغ عدد ما أقامه هناك حوالى 14 قلعة وحصنا مزودة كل منها بمكان للعبادة.
و أصبح محل تقديس فى منطقة سمنة و فى معابد عديدة فى بلاد النوبة فى عمدا و وبوهن . و قد وجه هو نفسه فى إحدى لوحاته للأجيال القادمة قائلا ” ان كل من يحافظ على حدودى فهو ولدى و من صلبى “
التوسع شمالاً فى بلاد الشام :
توسع الملك سنوسرت الثالث شمالاً فدخل فلسطين وسيطر على مدينة بيبلوس الفينيقية وأقام فيها قلعة ، كم قام ببناء قلعة سمنة وقمنة اللتين تقعا ما وراء الجندل التانى ، وكان الهدف من بنائها تأمين الحماية لحدود مصر .
سياسته مع بلاد الشام وفلسطين وليبيا :
في البداية أرسل إليهم العديد من الحملات و التي تمكن من خلالها من صد هجماتهم و قد كان من أشهر هذه الحملات تلك التي أرسلها ضد المنتيو التي قام بارسالها إلى الأراضي السورية الفلسطينية ووصل إلى ,رتنو فى سوريا
كما أرسل أحد قواده “سبك خو” على رأس حملة إلى فلسطين وصل فيها إلى مدينة “سشم”والتى أصطدم المصريون بأهلها وأهل الليطانى هذه الحملة التى كسرت شوكتهم ، ويحتمل أنه قد قام كذلك بحملة لليبيا ، وبذلك أصبحت حدود مصر آمنه من جميع الجهاتو أيضاً زادت من سيطرة مصر على فلسطين و سوريا.
وقد تم العثور على عدد من الآثار التي تحكي عن تلك الحقبة و كان من بينها هرم سنوسرت ، الذي يقع في مدينة دهشور و الذي دفن فيه و يقع على أحد المرتفعات في هذه المنطقة .
وقد غيرَ سنوسرت الثالث سياسة أسلافه ، حيث أعاد السلام إلى شبة جزيرة سيناء وأصبحت حملات التعدين من الآن يجب لأن تكون مصحوبة بحماية مسلحة.
انجازاته الحربية في النوبة وفلسطين:
بنى قلعة في مدينة بيبلوس الفينيقية وبنى قلعتى سمنة وقمنة ما وراء الجندل الثانى لحماية مصر الجنوبية والغربية. مورجان، في 1894، أفاد بوجود كتابات محفورة بالصخر الجرانيتي في جزيرة سهل (قرب أسوان)، تدون حفر قناة سيزوستريس, وقد أنشأ معبداً ومدينة في أبيدوس، ومعبد آخر في مدامود. وبنى أول هرم في دهشور، (ويسمى الهرم الأسود)، والذي شاب انشاءه مشاكل انشائية دعت إلى ترك المشروع قبل اكتماله. وحوالي السنة الخامسة عشر من حكمه كملك، قرر بناء هرم جديد في الهوارة. استُخدم هرم دهشور كمدفن للعديد من السيدات الملكيات .
واصل سنوسرت الثالث توسع المملكة المصرية الوسطى في النوبة (من 1866 ق.م. حتى 1863 ق.م.) حيث أقام قلاع نهرية ضخمة منها بوهن وتوشكى عند اورونارتي ووصل حتى الشلال الثالث . هناك مسلة تذكر انجازاته الحربية في النوبة وفلسطين . كما بنى قلعة في مدينة بيبلوس الفينيقية . مورجان ، في 1894 أفاد بوجود كتابات محفورة بالصخر الجرانيتي في جزيرة سهل (قرب أسوان) تدون حفر قناة .
حفر أول قناة مائية :
انشأ سنوسرت الثالث أول قناة مائية تربط بين البحر الأحمر والمتوسط عن طريق النيل هذه القناة قناة سيزوستريس وهى عبارة عن (التسمية الأغريقية لسنوسرت) و انشأ امتدادها واسماها قناة (كبريت) ادت هذه القناة إلى ازدياد حركة التجارة مع مصر وبلاد بونت و بين
مصر وجزر البحر المتوسط (كريت وقبرص)
تدوبن بردية رايند :
بردية رايند ، برلين ، يعتقد أنها كُتبت في عهد أمنمحات الثالث . وحسب تلك البردية يعتقد أن سنوسرت الثالث قد حكم لمدة 39 سنة آخر عشرين سنة منهم كان أمنمحات الثالث مشتركاً معه فى الحكم الملك سنوسرت الثالث والعلاقات الخارجية مع الممالك المجاورة :
كانت سياسته الخارجية على عدة محاور مهمة ، أهمها هو تأمين الحدود من الجنوب مع بلاد النوبة ومن الشرق مع بلاد الشام ومن الغرب مع الليبيين . وكان ذلك أما عن طريق الحملات الحربية التأديبية أو عن طريق العلاقات الدبلوماسية والتصالح مع بعض الجيران .
اثر سياسات سنوسرت الثالث على خلفائه :
لقد أمنت السياسة الخارجية “لسنوسرت الثالث” سيادة مصر فى النوبة ، حيث قام أمنمحات الثالث بتدعيم الحدود عند سمنة وفى الشرق الأدنى على حد سواء ، من كرما فى أقصى الجنوب حتي بيبلوس فى أقصى الشمال كانت تقدم لأمنمحات الثالث وخلفه فروض الطاعة والولاء
إنجازات الملك سنوسرت الثالث :
واصل سنوسرت الثالث توسع المملكة المصرية الوسطى في النوبة (من 1866 ق.م. حتى 1863 ق.م.) حيث أقام قلاع نهرية ضخمة منها بوهن وتوشكى عند اور ونارتي ووصل حتى الشلال الثالث ، كما بنى قلعة في مدينة بيبلوس الفينيقية وقد أنشأ معبداً ومدينة في أبيدوس ، ومعبد آخر في مدامود . حيث رأى سنوسرت الثالث ضرورة حفر قناة عند الشلال الاول ليعبر فيها الى اعالى الشلال وقام بغزو بلاد الاعداء ثم قام بحفر ترعة الشلال من جديد وسار بجيشه ليهزم الكوش الخاسئين . اهتم بحصن الفنتين (أسوان) وأقام لوحة الحدود المشهورة وأقام عدة حصون وقلاع منها قلعة سمنة عند آخر حدود جنوبية في عهده . ومن ضمن ما جاء في لوحة الحدود الخالدة (لقد جعلت تخوم بلادى أبعد مما وضل اليه أجدادى وإننى ملك يقول وينفذ إن الرجل الذى يركن إلى الدعة بعد الهجوم عليه يقوى قلب العدو والشجاعة هى مضاء العزيمة والجبن هو التخاذل)
بنى أول هرم في دهشور، (ويسمى الهرم الأسود) والذي شاب انشاءه مشاكل انشائية دعت إلى ترك المشروع قبل اكتماله . وحوالي السنة الخامسة عشر من حكمه كملك ، قرر بناء هرم جديد في الهوارة . استُخدم هرم دهشور كمدفن للعديد من السيدات الملكيات .
بردية رايند ، في برلين ، يعتقد أنها كُتبت في عهد أمنمحات الثالث . وحسب تلك البردية يعتقد أن سنوسرت الثالث قد حكم لمدة 39 سنة ، آخر عشرين سنة منهم كان أمنمحات الثالث مشتركاً معه في الحكم . ومن حيث المظهر، فسنوسرت الثالث يبدو في تماثيله غير مهندماً وشاحباً .
آثار الملك سنوسرت الثالث :
وجد أسمه منقوشا في الفنتين وسهل وامادا وتوشكى وكل هذة الأماكن شمال الشلال الثانى أما جنوب يوجد أسمه على معبد أقيم تكريما له في مرجرس ويقع على الشاطئ الغربى من الشلال الثانى ، وهرم سنوسرت الثالث ويقع في دهشور شمالى اللشت أى في اللاهون وسماه حتب أى
السلام وبالقرب من هذا الهرم مدافن الملكة نفرهنت وأميرات اخريات .
بنى أول هرم في دهشور (ويسمى الهرم الأسود) والذي شاب انشاءه مشاكل انشائية دعت إلى ترك المشروع قبل اكتماله . وحوالي السنة الخامسة عشر من حكمه كملك ، قرر بناء هرم جديد في الهوارة . استُخدم هرم دهشور كمدفن للعديد من السيدات الملكيات .
هرم سنوسرت الثالث فى دهشور :
كان بناء الأهرامات فى مصر منذ الدولة القديمة وحتى الدولة الوسطى هو مشروع من أهم المشاريع القومية التى يأمر ببنائها الملك سنوسرت الثالث لكي يدفن فيها وتكون بذلك مسواة فى الدار الآخرة .
وقد بنى هذا الملك لنفسه هرمًا من اللبن ، وكساه أحجارًا ، ويقع في دهشور شمالي «اللشت» أي في «اللاهون» وسماه «حتب» ، ويمتاز بتصميم حجرة الدفن فيه فقد وضع مدخلها بعيدًا عن بناء الهرم في الجهة الغربية ، كما كان لها مدخل آخر في الجهة الشرقية يؤدي إلى قاعة تخترق مقبرة إحدى الملكات وثلاث أميرات حتى يصل الإنسان إلى هذه الحجرة ، وهذه طريقة مبتكرة فريدة في بابها في هذا العصر .
اختار الملك سنوسرت الثالث منطقة دهشور لتشييد هرمة المبنى باللبن فوق أحدى المرتفعات المشرفة على العاصمة وذلك على مسافة قريبة من هرم جده “أمنمحات الثانى”
ويبلغ طول ضلغ الهرم 100م تقريبا . مبنيا باللبن وكساء من الحجر الجيري ولكنه مهدم الآن ، وعلى السطح الخارجى من بناء الهرم ترك البناؤون درجات متتالية يكفى عرض كل منها لوضع كتلة من الحجر الجيرى ، ثم وضعوا هذه الأحجار فى أماكنها المعدة لها ، وقد ذكر “برنج ” و”فيز ” أن هذا الهرم بنوه فوق رمل نظيف من رمال الصحراء المحيطة به .والمدخل الموصل إلى داخل الهرم كان عن طريق حفرة بعيدة عن قاعدته ، فى الجهة الغربية من وقد عثر عليه “دى مورجان ” وهو مسدود فى الوقت الحاضر ونرى من ذلك أن معماري هذا الهرم لم يتبع التقليد القديم فى عمل المدخل فى الجهة الشمالية ، وذلك لإخفاء مكانة عن اللصوص.
رسم تخطيطى لهرم سنوسرت الثالث بدهشور:
أما حجرة الدفن فهى مبنية من كتلة واحدة من الجرانيت الأحمر وسقفها مقبى في داخل الحجرة ولكنه مدبب في جهته العليا ، وفى الجهة الغربية منه وضعوا تابوتا من الجرانيت الأحمر حليت جوانبه بتضليعات أفقية تمثل الطراز المعروف باسم واجهة القصر.
ولا شك فى أن سنوسرت الثالث كان مدفونا فى هرمه هذا فى منطقة دهشور ، وحوله أسرته ورجال بلاطه ، ولكن يوجد فى أبيدوس بقايا هرم صغير ومعبد يرجح جدا أنهما له أيضا .
ولكن ذلك الهرم لا يعدو أن يكون ضريحا لهذا الملك بناه فى المنطقة المقدسة للمعبود أوزريس ، وربما دفنوا مومياءه فى هرم أبيدوس لفتره محدودة قبل نقلها لتدفن نهائيا فى هرمة بدهشور .
إنجازات الملك سنوسرت الثالث بعد التوسع شمالاً :
أقام الكثير من المبانى و خاصة فى أبيدوس ، وشيد لنفسه هرما بالقرب من هرم سنفرو بدهشور، وهذا الهرم من الطوب اللبن ومكسو من الخارج بالحجر الجيرى ، وشيد من حوله مقابر أميرات من العائلة الملكية التى عثر فيها على بعض الحلى وكذلك شيد معبدا للمعبود مونتو فى مدامود بطيبة .
وفاة سنوسرت الثالث :
في آخر أيام حكمه التي استمرت ثمانية وثلاثين عامًا ؛ أشرك «سنوسرت الثالث» ابنه «أمنمحات الثالث» في حكم البلاد ، متبعًا في ذلك العادة الحازمة التي سنها له آباؤه من قبل، ويظهر أن مدة اشتراك ابنه في الحكم كانت قصيرة، لأننا نشك أن رجلًا في قوة «سنوسرت» ومضاء عزيمته كان يميل إلى تقسيم سلطته، إذ في عهده لم نسمع كثيرًا عن حكام الإقطاعات، والظاهر أنه قضى عليهم قضاء مبرمًا ومحا كل سلطان لهم، حتى أصبح خلفه من بعده يتسلط على البلاد من
أقصاها لأقصاها، وصار المسيطر الإلهي عليها كما كانت الحال في عهد «خوفو» و«خفرع».
ولما مات انتهى حكم ملك قوي البأس مهيب الجانب، فإذا ما قيس عهده بما ناله من شرف مكانة وعظمة جاه في نفوس الناس مدة حياته وبعد مماته بأجيال عديدة، فإنه بلا نزاع يعد من أفخر العصور وأمجدها في التاريخ المصري، ذلك العصر الذي وضع فيه أساس بناء الإمبراطورية المصرية المستقبلة. ولا غرابة إذن في أن نرى الأثر العميق الذي تركه نشا «سنوسرت»
الذي لا يعرف الملل، في نفوس شعبه ،
أستمر سنوسرت الثالث فى حكم مصر حتى وافته المنية فى عام 1839 ق م بعد أن ظل فى سدة الحكم لمدة تسعة وثلاثين عام قضاها فى التطوير والأصلاح وحقق العديد من الإنجازات التى خلدت أسمه كواحد من أبرز الملوك عبر التاريخ .[/center]