[center][size=24][color:fcec=#ff3300]ألأسكندر المقدونى .. ( الاسكندر الاكبر )[/color][/size][/center]
[center][size=24][color:fcec=#ff3300]للباحث : طارق حسن [/color][/size][/center]
[center][img]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/cb/AlexanderTheGreat_Bust.jpg/220px-AlexanderTheGreat_Bust.jpg[/img]
[/center]
[center][size=24]وُلد الإسكندر في اليوم السادس من شهر «هيكاتومبايون» (باليونانية: Ἑκατομϐαιών) بحسب التقويم الإغريقي القديم، الموافق ليوم 20 يوليو من سنة 356 ق.م على الأرجح، في مدينة بيلا عاصمة مملكة مقدونيا .والده هو الملك فيليب الثانى المُلقب بالأعور، ووالدته هي اوليمبياس ابنة نيوبطليموس الأول ملك إقليم إيپيروس، وهي الزوجة الرابعة لفيليپ.وعلى الرغم من أن الأخير كان متزوجًا بسبع أو ثمانية نساء، إلا أن أوليمپياس كانت المفضلة لديه وأقربهنّ إليه لفترة من الزمن على الأقل، ويُرجح أن سبب ذلك هو إنجابها لوريث ذكر له، هو الإسكندر
[/size][/center]
[center][size=24]تحيط عدّة أساطير بولادة الإسكندر وبنشأته. فوفقًا للكاتب الإغريقي القديم بلوتارخ ، رأت أوليمپياس في نومها في ليلة زواجها من فيليپ أن صاعقة أصابت رحمها ، فتولّدت عنها نارًا انتشرت «في كل مكان» قبل أن تنطفئ. وبعد مرور فترة على الزواج، قيل أن فيليپ رأى نفسه في المنام وهو بختم رحم زوجته بخاتم عليه صورة اسد. قدّم پلوتارخ في كتاباته عدّة تفسيرات لتلك المنامات، منها: أن أوليمپياس كانت حاملاً من قبل الزواج، وما يدل على ذلك هو رحمها المختوم؛ أو أن والد الإسكندر الحقيقي هو زيوس كبير آلهة الإغريق. انقسم الإخباريون القدماء حول ما إذا كانت أوليمپياس قد نشرت قصة أصول الإسكندر الإلهية، وأكدتها للإسكندر نفسه، أو أنها رفضت هذا التفسير أساسًا واعتبرته كفرًا.[/size][/center]
[center][size=24]كان فيليپ الثاني يُحضر لحصار مستعمرة «پوتيدايا» الواقعة على سبه جزيرة خالكينيكى ، في يوم ولادة ابنه. وفي ذات اليوم تلقى خبرًا مفاده أن أحد أبرز قادة جيشه، وهو پارمنيون، انتصر على جيش مكون من حلف من الأليريين والپايونيانيين وردّهم على أعقابهم، وأن خيوله فازت في السباق المنظم كجزء من الالعاب الاوليمبية . يُقال أيضًا، أنه في هذا اليوم احترق هيكل ارتميس، أحد عجائب الدنيا السبع ، في افسسر، وقد جعلت هذه الواقعة المؤرخ «إيگيسياس المگنيزي» يقول أن الهيكل احترق لأن أرتميس كانت غائبة عنه لتشهد ولادة الإسكندر وتعين والدته على تحمّل آلام المخاض يُحتمل أن تكون هذه الأساطير قد برزت إلى حيّز الوجود عندما اعتلى الإسكندر عرش المملكة ونمت مع كل فتح جديد، بل قد يكون هو من أشاعها عمدًا، ليؤكد أنه فوق مستوى البشر العاديين، وأنه قد قُدّر له أن يكون عظيمًا منذ أن حملت به أمه.[/size][/center]
[center][size=14][url=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Alexander_taming_Bucephalus_by_F._Schommer,_German,_late_19th_century.jpg][img(220px,311px)]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/ad/Alexander_taming_Bucephalus_by_F._Schommer%2C_German%2C_late_19th_century.jpg/220px-Alexander_taming_Bucephalus_by_F._Schommer%2C_German%2C_late_19th_century.jpg[/img][/url][/size]
[right]
[center]الإسكندر الفتى يروّض يوسيفالوس الحصان الجامح.[/center]
[/right]
[/center]
[center][size=24]تربّى الإسكندر خلال السنوات الأولى من حياته على يد مرضعة وخادمة تُدعى «لانيك»، وهي شقيقة كليتوس الاسود ، أحد القادة المستقبليين في جيش الإسكندر. وفي وقت لاحق، تتلمذ الإسكندر على يديّ ليونيدس الإيپروسي، وهو أحد أقارب أمه، وليسيماخورس، أحد قادة الجيش العاملين في خدمة والده. نشأ الإسكندر نشأة الشباب المقدونيين النبلاء، فتعلّم القرائة والكتابة ، وعزف القيثارة ، وركوب الخيل ، و المصارعه[/size][/center]
[center][size=24]عندما بلغ الإسكندر عامه العاشر، أحضر أحد التجار الثيساليين حصانًا مطهمًا إلى الملك فيليپ، وعرض أن يبيعه إياه مقابل ثلاثين طالن. وعندما حاول الملك ركوب الحصان قاومه الأخير ورفض أن يسمح له أو أي شخص آخر بامتطائه، فأمر الملك بذبحه كونه جامح لا يُروّض. غير أن الإسكندر طلب من والده أن يسمح له بمحاولة تهدئة روعه وركوبه، قائلاً أن الفرس خائف من ظله، فقبل فيليپ وسمح لولده أن يحاول ترويض الحيوان، فنجح وانصاع له الحصان انصياعًا تامًا. يقول پلوتارخ أن فيليپ من شدّة ابتهاجه بالشجاعة والتصميم الذي أظهره ابنه، قبلة واذرف الدمع قائلاً: «يا بنيّ، عليك أن تجد مملكة تسع طموحك. إن مقدونيا لصغيرة جدًا عليك»، ثم اشترى الحصان ومنحه لولده.أطلق الإسكندر على حصانه اسم يوسيفالوس (باليونانية : Βουκέφαλος أو Βουκεφάλας)، بمعنى «رأس الثور». لازم هذا الحصان الإسكندر طيلة أيام حياته وحمله في أغلب غزواته، وعندما نفق في نهاية المطاف بسبب تقدمه بالسن، أطلق الإسكندر اسمه على إحدى المدائن التي أسسها، ألا وهي مدينة «بوسيفلا»،التي كانت واقعة شرق نهر السند .
[/size][/center]
[center][h3][size=24][color:fcec=#ff3300]مراهقته وتعليمه[/color][/size][/h3]
[/center]
[center][size=24][img]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ef/Alexander1256.jpg/220px-Alexander1256.jpg[/img]
[/size][/center]
[center][size=24]عندما بلغ الإسكندر الثالثة عشرة من عمره، أخذ والده يبحث له عن معلّم يلقنه الفلسفه والمعارف البشرية المختلفه ، فعُرض عليه حشد كبير من العلماء اختار منهم ارسطو ، وجعل له معبد الحوريات، بنات إله البحار بوسيدون ، مكانًا يتخذه كمدرسة. ومقابل تعليمه الإسكندر، وافق فيليپ على إعادة بناء بلدة ستاگيرا، مسقط رأس أرسطو، والتي كان الملك قد سوّاها بالأرض سابقًا، كما وافق على إعادة توطين أهلها بها، وعلى شراء وتحرير كل من استعبد منهم، والعفو عن أولئك المنفيين ودعوتهم للرجوع إلى ديارهم.[/size]
[size=24]كان هذا المعبد بمثابة مدرسة الصعود للإسكندر وغيره من أبناء النبلاء المقدونيين، مثل بطليموس ، وهفستيون، وكاسندر ، الذين استحالوا أصدقاء الإسكندر المقربين، وقادة جيشه المستقبليين، وغالبًا ما يُشار إليهم بأصحاب الإسكندر ورفاق دربه. تلقن هؤلاء الشباب مبادئ الطب ، والفلسفه ، والاخلاق ، والدين ، والمنطق ، والفن ، على يد أرسطو، وظهر لدى الإسكندر ولع كبير بأعمال هوميروس ، وبخاصة ملحمة الالياذة ، فقدم له أرسطو نسخة مشروحة منها، حملها الإسكندر معه في كل حملاته العسكرية.[/size]
[h3][size=24][color:fcec=#ff3300]الوصاية على العرش وصعود مقدونيا[/color][/size][/h3]
[img]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/60/Alexander_Diogenes_MBA_Lyon_H494.jpg/220px-Alexander_Diogenes_MBA_Lyon_H494.jpg[/img]
[size=24]أنهى الإسكندر تعليمه في سن السادسة عشرة، وفي ذلك الحين غادر والده فيليپ ليشن حربًا على بيزنطه ، فترك شؤون الحكم في بلاده إلى ابنه الشاب، فحكم الإسكندر بالنيابة عن والده بصفته وليًا للعهد. بعد مغادرة فيليپ، ثارت القبائل الميديه التراقية على الحكم المقدوني مستغلة حداثة سن الإسكندر وعدم درايته بالشؤون السياسية والحربية، لكن الأخير فاجأهم، ورد عليهم ردًا قاسيًا، فأجلاهم عن مناطقهم ووطن فيها أغريقًا، وأسس مدينة أسماها «ألكساندروپولس» أي «مدينة الإسكندر»[/size]
[size=24]بعد عودة فيليپ، أُرسل الإسكندر على رأس قوة عسكرية صغيرة إلى جنوب تراقيا لإخضاع الثورات القائمة فيها. بدأت هذه الحملة بالهجوم على مدينة «پيرينثوس»، حيث يُقال أن الإسكندر أنقذ حياة والده عند تعرضه لهجوم، وفي ذلك الحين كانت مدينة امفيسا قد شرعت بالتوسع في أراض وقف بالقرب من دلفى ، تعتبر أراض مقدسة ومكرسة لخدمة الإله ابولو ، فاستغل فيليپ هذه القضية للتدخل في الشؤون اليونانية، معتبرًا أنه يُدافع عن الدين ويحمي المقدسات من التدنيس. ولمّا كان فيليپ لا يزال مشغولاً بالصراع في تراقيا، أمر الإسكندر بأن يحشد جيشًا ويتحضر لحملة على اليونان . لجأ الإسكندر إلى الخديعة وتظاهر بأنه يعزم مهاجمة اليريا عوض أمفيسا، خوفًا من أن تثور مدن يونانية أخرى وتهب لمجابهته ومساعدة شقيقتها. وفي خضم هذه الفوضى، هاجم الأليريون مقدونيا فعلاً، فأسرع الإسكندر وردهم على أعقابهم.[/size]
[size=24]انضم فيليپ وجيشه إلى الإسكندر في سنة 338 ق.م، وسارا جنوبًا عبر ممر «البوابات الحارقة»، بعد مقاومة شرسة وعنيدة من الحامية الطيبية المعسكرة في المنطقة، وتابعا طريقهما ليفتحا مدينة الاتيا ، التي تبعد مسافة بضعة أيام فقط عن كل من طيبة واثينا . صوّت الأثينيون، بزعامة الخطيب ديموستينى ، على التحالف مع طيبة لدرء الخطر المقدوني، فأرسلوا سفراء إلى المدينة المذكورة يخبروهم بالمقترح، وكان فيليپ في الوقت نفسه قد أرسل سفراءً بدوره لجذب الطيبيين إلى صفه، لكن أبناء المدينة رفضوا عرض مقدونيا، وفضلوا التحالف مع إخوانهم الأثينيين سار فيليپ وجنوده حتى وصلوا امفيسا ، واعتقلوا كافة المرتزقة الذين أرسلهم ديموستيني إلى هناك ليناوشوا الجيش المقدوني، وأمام هذا الأمر استسلمت المدينة للمقدونيين، ثم عاد هؤلاء إلى إلاتيا حيث أرسل فيليپ عرض السلام الأخير إلى كل من أثينا وطيبة، لكنهم رفضوه مجددًا.[/size][/center]
[center]
[url=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Battle_of_Chaeronea,_338_BC_ar.png][size=24][img(220px,155px)]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bf/Battle_of_Chaeronea%2C_338_BC_ar.png/220px-Battle_of_Chaeronea%2C_338_BC_ar.png[/img][/size][/url]
[right][url=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Battle_of_Chaeronea,_338_BC_ar.png][/url][/right]
[size=24]تعرّض الأثينيون والطيبيون للجيش المقدوني أثناء توجهه جنوبًا، وقطعوا عليه الطريق بالقرب من بلدة خايرونيا في منطقة بيوتيا ، ليحتكوا معه في معركة هائلة عرفت باسم معركة خايرونيا . خلال هذه المعركة، تولّى فيليپ قيادة الجناح الأيمن من الجيش، فيما تولّى الإسكندر قيادة الجناح الأيسر، برفقة جماعة من القادة الموثوقين. تنص المصادر القديمة أن تلك المعركة كانت مريرة، وأنها طالت كثيرًا حتى فكّر فيليپ بخداع خصومه حتى يتمكن من هزيمتهم وحسم الأمر لصالحه، فأمر جنوده بالتراجع آملاً أن تتبعه العساكر الأثينية غير الخبيرة بشؤون الحرب، فيتمكن من خرق صفوف الجيش. كان الإسكندر أوّل من تمكن من خرق صفوف الطيبيين، تلاه قادة فيليپ، ولمّا رأى الأخير أن تماسك الجيش قد اختل بعد أن تبعه الأثينيين، أمر جنوده بالتقدم وتطويقهم. استسلم الطيبيون سريعًا بعد أن رأوا هزيمة حلفائهم الأثينيين ومحاصرة المقدونيين لهم، فكان النصر حليف الإسكندر ووالده.[/size]
[size=24]بعد هذا النصر الكبير، سار الإسكندر وفيليپ إلى شبه جزيرة المورة دون أن يتعرض لهما أحد، بل رحبت بهما كل المدن اليونانية وفتحت أبوابها للجيش المقدوني. إلا أن الوضع تغيّر حينما وصلا إلى اسبرطه ، إذ رفضت المدينة فتح أبوابها ولكنها في الوقت نفسه لم تتبن خيار الحرب. أنشأ فيليپ في مدينة كورنث «الرابطة الهيلينية»، وقد استمد فكرته من «الحلف المقاوم للفرس» الذي قام أبّان الحروب الميدية قديمًا، وضم هذا الحلف الجديد جميع المدن الإغريقية عدا إسپرطة. نودي بفليپ بعد ذلك قائدًا أعلى للرابطة الهيلينية،وسرعان ما أعلن عن رغبته في غزو الامبراطورية الفارسية ، بعد أن وحّد صفوف بلاد اليونان.[/size]
[h3][size=24][color:fcec=#ff3300]في المنفى والعودة[/color][/size][/h3]
[size=24]بعد عودة فيليپ إلى [url=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A7][/url]پيلا عاصمة ملكه، أُغرم بامرأة تُدعى «كليوپترا يوريديس»، ابنة أخ إحدى قادة جيشه وهو «أتالوس»، وتزوّج بها.وبهذا الزواج استحال منصب الإسكندر كوريث للعرش مهتزًا، فأي ولد ذكر يولد لفيليپ من هذه المرأة سيكون ولي العهد شرعًا، بما أنه مولود لأبوين مقدونيين، في حين كان الإسكندر نصف مقدوني، من ناحية أبيه فقط. يذكر المؤرخون أنه خلال وليمة العرس، تضرّع أتالوس [url=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%85_%D9%83%D8%AD%D9%88%D9%84%D9%8A][/url]المخمور إلى الآلهة كي تمنح فيليپ وريثًا شرعيًا:[/size]
[size=24]«خلال حفل زفاف فيليپ وكليوپترا التي أغرم بها وتزوجها، على الرغم من أنها كانت تصغره بكثير من السنين، قام عمّها أتالوس، وقد ثمل من كثرة الخمر ، ورغب إلى المقدونيين أن يناشدوا الآلهة كي تهب لهم وريثًا شرعيًا من ابنة أخيه يرث المملكة بعد حين. وقد أثار هذا غضب الإسكندر لدرجة دفعته أن يقذف رأس الخطيب بإحدى الكؤوس، قائلاً له: «أيها الشرير، وما أنا؟ هل أنا بلقيط؟» ثم قام فيليپ وقد مال إلى جانب أتالوس، وكاد أن يقتل ابنه، لولا أن تدخلت عناية القدر، فزلّت قدمه، إما لشدة غضبه الذي أعماه، أو لكثرة ما شرب من النبيذ ، فوقع أرضًا. وهنا وبّخه الإسكندر والحاضرين مستهزءًا، فقال: «إليكم الرجل الذي يُحضّر لغزو اسيا ، سقط وهو ينتقل من مقعد لآخر».» – پلوتارخ، واصفًا الشجار الذي وقع في حفل زفاف فيليپ المقدوني.[/size]
[size=24]بعد هذه الحادثة، غادر الإسكندر مقدونيا بصحبة والدته، وتركها مع أخيها، خاله إسكندر الإيپروسي في مدينة دودونا، عاصمة قبيلة المولوسيين.ثم تابع طريقه متجهًا إلى اليريا ،حيث احتمى بملك الأليريين، الذي استقبله بكل حفاوة وأكرمه، على الرغم من أنه كان قد هزم جيشه قبل بضع سنين. أمضى الإسكندر زهاء 6 شهور في أليريا، كان خلالها أحد أصدقاء العائلة، وهو «ديمراتوس الكورنثي»، قد توسّط لدى فيليپ أن يعفو عن ابنه ويسامحه عمّا بدر منه، والظاهر أن فيليپ لم يكن ينوي معاقبة ولده أصلاً أو أن يتبرأ منه خصوصًا وأنه كان محنّكًا سياسيًا وخبيرًا عسكريًا، لكنه تركه في المنفى لفترة كي يحفظ ماء الوجه.[/size]
[img]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/1c/Alexander_at_sack_of_Thebes.jpg/220px-Alexander_at_sack_of_Thebes.jpg[/img]
[size=24]عاد الإسكندر إلى مقدونيا بعد أن بلغه عفو والده عنه، وفي السنة التالية عرض الحاكم الفارسي لأقليم كاريا أن يزوج ابنته بالأخ غير الشقيق للإسكندر، المدعو فيليب ارهيداهيوس، فقالت أوليمپياس وعدد من أصحاب الإسكندر، أن مشروع الزواج هذا يؤكد عزم فيليپ جعل آرهيدايوس وريثًا له. فقام الإسكندر بإرسال مبعوث يُدعى ثيساليوس الكورنثي إلى الحاكم الفارسي يُخبره فيها أنه من غير اللائق لمنصبه أن يعرض تزويج ابنته بولد غير شرعي، وأنه ينبغي أن يزوجها للإسكندر عوض ذلك. ولمّا علم فيليپ بالقصة، أوقف مفاوضاته مع الحاكم الفارسي فورًا، ووبخ الإسكندر توبيخًا شديدًا، قائلاً له أن ما لا يليق هو اتخاذه لزوجة فارسية كاريّة، وإنه كان يعتزم تزويجه بامرأة أفضل. أقدم فيليپ على نفي أربعة من أصدقاء الإسكندر الذين دفعوه إلى هذا العمل، وهم: هارپالوس، ونيارخوس، وبطليموس ، وإريگايوس، وجعل أبناء مدينة كورنث يُحضرون مواطنهم ثيساليوس أمامه مكبلاً بالأغلال.[/size]
[h2][size=24][color:fcec=#ff3366]ملك مقدونيا[/color] [/size][/h2]
[h2][size=24]عام 336 ق.م، كان فيليپ قد توجه إلى ايجه لحضور حفل زفاف ابنته كليوپترا على إسكندر الأول ملك إيپروس، أخ زوجته أوليمپياس، فاغتاله قائد حرسه الشخصى ، المدعو «پوسانياس الأورستيادي» ثم جرى ناحية بوابة المدينة محاولاً الفرار، لكنه تعثّر بحبل كرمة ، فأمسك به ملاحقوه وقتلوه فورًا، وكان من بينهم اثنان من أصحاب الإسكندر، وهما: بيرديكياس وليونّاتوس. بعد مقتل فيليپ بايع النبلاء الإسكندر ملكًا على عرش مقدونيا وقائدًا عامًا لجيشها، وهو لم يتخط العشرين من عمره.[/size][/h2]
[h3][size=24][color:fcec=#ff3300]توطيد سلطته[/color][/size][/h3]
[size=24]بدأ الإسكندر عهده بإبادة خصومه الذين يُحتمل أن يبرز منهم شخصًا يُنازعه على عرش المملكة، فأمر باعدام ابن عمه امينتاس الرابع ، المنافس الأبرز والمدعي بالحق في عرش مقدونيا، وأميرين مقدونيين آخرين من إقليم «لينخستس»، لكنه أعفى عن ثالث هو «إسكندر اللينخستي». كذلك أمرت أوليمپياس بإعدام كليوپترا يوريديس، الزوجة الأخيرة لفيليپ، وابنتها يوروپا، التي أنجبتها منه، فأحرقتا حيتين. ويظهر أن الإسكندر لم يكن موافقًا أو راغبًا بإعدام تلك المرأة وابنتها البريئة، إذ تنص المصادر على أنه استشاط غضبًا لمّا عرف بموتهما. من الأشخاص الآخرين الذين طالهم سيف الإسكندر أيضًا: أتالوس، الذي كان قائدًا لحرس الحدود في الجيش المرابط في اسيا الصغرى ، وعمًا لكليوپترا يوريديس، إذ تواصل حينها مع الزعيم الأثيني ديموستينى بخصوص إمكانية انشقاقه عن الجيش المقدوني والتحاقه بجيش اثينا . كما كان الإسكندر ما يزال حاقدًا على أتالوس بعد أن أهانه علنًا في حفل زفاف ابنة أخيه على فيليپ، وبعد وفاة الاثنين وإثبات اتصاله مع الأثينيين، أقدم الإسكندر على إعدامه والتخلص من شروره. عفا الإسكندر عن أخيه غير الشقيق فيليپ آرهيدايوس لإصابته بأعاقه عقليه ، ولعلّ ذلك مردّه السم الذي وضعته له أوليمپياس خفيةً.[/size]
[size=24]بعد أن انتشر خبر وفاة فيليپ، ثارت عدّة مدن خاضعة لمقدونيا وانتفضت على حكّامها، وكان من ضمنها: طيبة ، واثينا ، وثيساليا ، بالإضافة للقبائل التراقية قاطنة الأراضي شمال المملكة. وما أن وصلت أخبار الثورة مسامع الإسكندر حتى قام وجهّز جيشًا قوامه 3,000 فارس، على الرغم من أن مستشاريه نصحوه باعتماد الحلول الدبلوماسية ، وسار به جنوبًا ناحية ثيساليا، وما أن وصل المعبر الفاصل بين جبل الاوليمب وجبل أوسا، حتى فوجئ بالثيساليين وقد احتلوه وتمركزت قواتهم فيه، فأمر رجاله بتسلق جبل أوسا والالتفاف حول الثيساليين ومباغتتهم. صُدم الثيساليون حين استفاقوا صباح اليوم التالي ليجدوا المقدونيين قد أصبحوا خلف مؤخرة جيشهم، فاستسلموا على الفور، وانضم فرسانهم طواعيةً إلى جيش الإسكندر، الذي أكمل المسير جنوبًا إلى شبه جزيرة المورة .[/size][/center]
[center]
[url=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Alexander_Diogenes_MBA_Lyon_H494.jpg][size=24][img(220px,218px)]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/60/Alexander_Diogenes_MBA_Lyon_H494.jpg/220px-Alexander_Diogenes_MBA_Lyon_H494.jpg[/img][/size][/url]
[right][url=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Alexander_Diogenes_MBA_Lyon_H494.jpg][/url]
[center][size=13]رسم من السادس عشر [/size][size=13]يُظهر لقاء الإسكندر بالفيلسوف ديوجانس الكلبى [/size][size=13] في مدينة كورنت [/size][size=13].[/size][/center]
[/right]
[size=24]تابع الإسكندر مسيرته حتى وصل ممر البوابات الحارقة، وتابع جنوبًا حتى وصل كورنث ، وحينها طلب منه الأثينيون الأمان، وعاهدوه بالخضوع لمقدونيا، فعفا عنهم وأمّنهم على أرواحهم وممتلكاتهم. التقى الإسكندر خلال فترة مكوثه في كورنث بالفيلسوف الزاهد الشهير ديوجانس الكلبى ، وكان من أشد المعجبين به، فسأله إن كان له طلب يقدر أن يحققه له، فردّ الفيلسوف بازدراء: «تنح قليلاً، أنت تحجب الشمس عني». يظهر بأن هذا الرد أبهج الإسكندر، حيث ينص بعض المؤرخون قوله: «حقًا أقول لكم، لو لم أكن الاسكندر لوددت أن أكون ديوجانس».خُلع على الإسكندر لقب القائد الأعلى للرابطة الهلينية خلال إقامته في كورنث، وعُين خلفًا لوالده في قيادة جيوش بلاد اليونان كلها في الحرب القادمة مع الامبراطورية الفارسية ، كما تلقى أنباءً تفيد بانتفاض التراقيين على حكمه.[/size]
[/center]
[center][size=15].[/size][/center]