قرائة دخول العرب لمصر من منظور مصرى
( مصر البقرة الحلوب للعرب )
للكاتب والباحث .. طارق حسن
تعودنا من قرون ومنذ دخول العرب لمصر ان نسمع عن هذا الفتح ونقرأ من طرف واحد فقط وهو ( العرب ) الفاتحين وهم يتحدثون عن انفسهم ولا اظن ان هناك من يسىء الحديث عن نفسه اذا اتيح له الحديث .. وايضا علينا ان نفرق بين الدين الاسلامى وتعاليمه وبين ثقافة العرب وممارساتهم ونظرتهم للشعوب الاخرى .
كانت القبائل العربية تتباين طبقياً من حيث الثراء والمكانة تبايناً كبيراً ، حتى أن عرب الشمال كانوا يتعالون على عرب الجنوب بحسبهم ونسبهم وحيازتهم للكعبه ، فضلاً عن ثرائهم الناتج عن احتكارهم للتجارة في شبه الجزيرة العربية .
كانت الطبقية حاضرة منذ بداية مشهد فتح مصر . فعند تجهيز الجيش، لم ترسل القبائل الشمالية الأكثر ثراء سوى أعداداً قليلة من المقاتلين ، في حين كان قوام الجيش الأساسي من الجنوبيين . ورفضت وفود القبائل الشمالية الانضمام تحت لواء قبائل أخرى (اعتبروها أدنى منهم) ووفقاً لما رواه عبد الرحمن بن عبد الحكم في كتاب "فتوح مصر" لم يجد عمرو بن العاص مفراً من الخروج من تلك الأزمة سوى بتشكيل لواء مخصص للشماليين يكون تحت قيادته مباشرة ، تجنباً للمشاكل.
وانضم إلى الجيش العربي في طريقه عدد من البدو والفرس وبعض الروم المنهزمين ، وفي أقصى الطرف المنسي من الصورة ، في مؤخرة الجيش، كانت الجمال تحمل هوادج النساء من زوجات القادة ، وكانت الثقافة العربية تستوجب أخذهم إلى المعارك ، لتكون الرسالة: سنقاتل حتى الموت قبل أن تصلوا إلى نسائنا .
سار الجيش في طريق غزة - رفح - العريش - الفرما – بلبيس ، ثم انطلق إلى رأس الدلتا ، وأخيراً حاصر حصن بابليون وعجز عن اقتحامه ، فأرسل إلى عمر بن الخطاب يطلب مدداً ، فأتاه المدد بقيادة الزبير بن العوام وعبادة بن الصامت . واستمرت أعمال فتح مصر ثلاثة أعوام حتى سقطت الإسكندرية عام 642 م .
الفوارق الكبيرة بين القادة والجنود في الأصل القبلي وفي نوع الملابس تنبئ بأن صورة المساواة الكاملة التي وردت عدة مرات في كتب التاريخ العربي على لسان بعض الرومان، هي صورة تحتاج إلى إعادة نظر، لأنها تتناقض مع كثير من حوادث النزاع داخل الجيش العربي الناتجة عن "صراع العنجهيات القبلية" ، ورغبة كل قبيلة في الاستئثار لنفسها بدرجة أعلى من الأخرى ، خصوصاً قادة "قريش" الأقل عدداً والأكثر استحواذاً على المغانم . وأدى هذا الوضع إلى ثورة الجنود عدة مرات عليهم .
وقد كان القادة من عرب الشمال وخصوصاً من قريش مارسوا نفوذهم على جنود الجنوب الفقراء النحيلين ناتئي العظام.
وتنقل عن كتاب "معجم البلدان" لياقوت الحموي أنه أثناء تقسيم مدينة الفسطاط وتخصيص خطة لكل قبيلة "تنافس الناس على المواضع فولى عمرو بن العاص على الخطط معاوية بن حديج وشريك بن سمي وعمرو بن قحزم وجبريل (حيويل في مراجع أخرى) بن ناشرة المعافري فكانوا هم الذين نزلوا القبائل وفصلوا بينهم" .
وتضيف أنه ربما كان استخدام ابن العاص لرجال جنوبيين مثل معاوية بن حديج وجبريل المعافري هو نوع من الذكاء السياسي لضمان سرعة امتصاص الغضب العام وتهدئة الموقف ، ومع ذلك فقد راعت تلك القيادات الجنوبية منزلة القائد العام ورجاله ، فاختطت لبني سهم وقريش قريباً من نقطة الارتكاز بجوار الجامع .
وحدثت أزمة بين ابن العاص وبين الزبير بن العوام على توزيع الغنائم ، حين أراد الزبير ومَن معه أن يتم تقسيم الغنائم فيئاً كما قسم رسول الله غنائم غزوة خيبر ، ما يعني أن قريشاً سيكون لها خُمس أراضي مصر وخُمس مالها وخُمس سباياها ، وهو ما رفضه ابن العاص حين وجد أن ذلك سيفتح باب الشقاق بين رجاله ، وقرر، لأول مرة ، أن يتمسك بقانون الرومان الذي يعتبر الأرض كلها وحدة واحدة ، يدفع عنها المزارعون الخراج ، ويتأسس ديوان عام ينظم أمر الأرض وضرائبها ، وهو ما وافقه عليه عمر بن الخطاب . وأورد هذه القصه المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار"
انتهى الزهد العربي مع أولى خطوات الفتح ، هذا إذا سلّمنا بوجوده أصلاً ، ولم تعد الأقوال الموضوعة على لسان "المقوقس" عن زهد العربي في الدنيا ذات معنى ، في ظل الأحاديث التي تُروى عن غرق القادة في مظاهر الأبهة والعظمة .
تناحر العرب على ثروات مصر
يروي المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار" أن ابن العاص أدرك منذ بداية فتح مصر فداحة الفرق بين ملابس رجاله وملابس جيش الرومان والمصريين ، فحاول تغيير الصورة النمطية بأن فرض على المصريين ، إلى جانب ما يدفعونه من جزية وخراج ، أن يقدّموا لكل رجل من رجاله ديناراً وبرنساً وعمامة وخفين .
لم يكتف ابن العاص بذلك ، بل، والحديث ما زال للمقريزي ، أتاه نفر من قيادات القبط يستأذنونه العودة إلى قراهم ، فسألهم "كيف رأيتم أمرنا؟" فأجابوه بحكمة المغلوب على أمره "لم نرَ إلا حسناً" فقال ابن العاص : "إذن لا حاجة لنا الآن بصنيعكم ، أعطونا عشرين ألف دينار" .
وفي كتابه "سير أعلام النبلاء" ، يتحدث شمس الدين الذهبي عن ثروة عمرو ابن العاص التي جمعها من فترتي ولايته لمصر وكيف أنه ترك خلفه حمولة سبعين جملاً من الذهب ، فضلاً عن ضيعته المعروفة بالرهط والتي ساوت ما يجاوز عشرة مليون درهم .
وبلغت ثروة ابن العاص مدى لم يكن للخليفة ابن الخطاب تجاهله ، فأرسل إليه خطاباً جاء فيه : "بلغني أنك فشت فاشية من خيل وإبل ، فاكتب لي من أين لك هذا؟" ليرد عليه : "إني ببلد السعر فيه رخيص ، وإني أعالج من الزراعة ما يعالجه الناس ، وفي رزق أمير المؤمنين سعة" .
عمرو إذن لم ينفِ الثراء الذي هبط عليه بعد توليه مصر . فقط حاول أن يبرر مصدرها للخليفة ، وتبريره لم يقنع ابن الخطاب فأرسل إليه محمد بن مسلمة يقاسمه أمواله مصحوباً برساله فيها : "أنتم يا معشر الولاة قعدتم على عيون الأموال فجبيتم الحرام وأكلتم الحرام"، حسبما يروي القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" .
وبحسب المرويات ، يُلاحَظ أن ابن الخطاب لم يكن يطالب ابن العاص بتقليل حجم الضرائب المفروضة على قبط مصر ، بل كان يطالبه بزيادة الخراج والحرص على تحصيل الجزية ، هو المنسوب إليه القول : "أخرب الله مصر في عمران المدينة" ، ولكن على ألا يحتكر هذه الثروات لنفسه ويرسلها إلى المدينة .
لم تعجب سياسة عمرو ابن العاص أغلب العرب النازحين إلى مصر ، خصوصاً بعد أن ركز السلطة ومفاتيح الثروة في يد عصبيته من بني سهم (من بطون قريش وأقاربه من جهه أبيه) ورغم أن ثلثي الجيش كانوا من أصول يمنية (أخواله) إلا أنه تجاهلهم تماماً .
وبوفاة ابن الخطاب وتولي عثمان الخلافة ، ومع تزايد الشكوى من ابن العاص ، قرر الخليفة الجديد وفقاً لما يرويه ابن كثير في "البداية والنهاية" تقييد دوره بإرسال عبد الله بن أبي السرح إلى مصر ، مقسماً شؤون البلاد بينهما، لابن العاص الصلاة ولابن أبي السرح الحرب والخراج .
ووفق رواية أخرى ، أعطيت لابن العاص الولاية على الحرب وترك الخراج لابن أبي السرح ، ما أغضب الأول فأجاب الخليفة : "أنا إذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها" ، وهي جملة تكشف نظرة العرب الفاتحين لمصر .
استمر الصراع في مصر على مستويات عدة، ولعب التمييز الطبقي الذي مارسه عرب الشمال ضد عرب الجنوب دوراً بارزاً في اشتعال الأزمات ، إلى درجة أن ابن أبي السرح أرسل للخليفة عثمان يشتكي له محمد بن أبي حذيفة القرشي وكيف أنه يؤلب الجنود ضده ، فما كان من ابن عفان إلا أن أرسل بـ30 ألف درهم كهدية لابن أبي حذيفة ، ففاجأ الخليفة برد فعله، إذ أخذ المال ووضعه في المسجد هاتفاً : "يا معشر المسلمين ألا ترون عثمان يخادعني في ديني ويرشوني عليه" .
استمرت الأمور بين شد وجذب، ولم يتوقف الصراع العربي- العربي بانتصار الأرستقراطية الأموية وحلفائها ، بل احتدم مره أخرى أثناء ثورة عبد الله بن الزبير وظهور أنصار له في مصر ، فما كان من الخليفة الأموي مروان ابن الحكم إلا أن أمر بضرب أعناقهم جميعاً . ويروي ابن تغري بردي في كتابه "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" أن يوم المذبحة صادف يوم وفاة عبد الله بن عمرو بن العاص ، وأن أحداً لم يستطع الخروج في جنازته من شدة خوف الناس في ذلك اليوم.
حال اهل مصر
اللافت للنظر في كتب التراث العربية التي تناولت أحداث الفتح العربي لمصر أنها تغفل تماماً وجود الشعب المصرى ، وكأن مصر كانت أرضاً منبسطة بلا شعب حين فُتحت ، وإنْ أتى ذكرهم فيأتي على استحياء في مواضع عابرة كدافعي جزية ليس إلا .مشكلة هذه المصادر أنها تقدم وجهة نظر الفاتح العربي ، الحريص على إظهار صورته المعتدلة في الحكم ، وتغفل أي جوانب أخرى للحكاية . وهنا تكمن أهمية مخطوطات يوحنا النقيوسي وساويرس بن المقفع اللذين يقدّمان رواية أخرى تستحق أن تُقرأ .
1- يوحنا النقيوسى
هو مؤرخ مصرى عاش في أواخر القرن السابع الميلادي ، ولم يكن مؤرخا عادياً ، بل وجهاً من أبرز وجوه الكنيسة المصرية إذ شغل منصب أسقف مدينة نقيوس ، وكان أحد أهم وأقوى الأساقفة المصريين في زمنه .
وتتكون مخطوطات يوحنا النقيوسي من 122 باباً أغلبها عن مصر وأحوالها ، وظلت تلك المخطوطات مجهولة للدارسين العرب لفترة طويلة بينما كان يتم الاستشهاد بها في الدراسات الغربية ، حتى قام م. هـ. زوتنبرغ بترجمتها إلى الفرنسية ومنها نقلت إلى العربية .
كتب النقيوسي عن ظلم الرومان وقسوتهم من جهة وعن ضراوة العرب وشدتهم من جهة أخرى ، ولم يخفِ عداءه للجانبين
ويذكر في مخطوطته أن أحد أهم أسباب هزيمة الرومان هي تناحر قياداتهم والتحلل الذي كانوا يعانون منه ، إذ لم يكن هناك جيش بيزنطي موحد أثناء الفتح العربي ، بل وحدات متفرقة بمقتضى سياسة "جستنيان" القاضية بتقطيع أوصال مصر ، وكان العرب ملمين بالوضع عن طريق أدلاء من الشام .
نجح العرب في التقدم ومع كثرة الهزائم التي حلت بالرومان، وكثرة القتل والنهب التي أعملها الجيش العربي ، خُلقت حالة من الذعر والفوضى . ويروي النقيوسي أن المدن التي شرعت في مقاومة العرب ، كان ابن العاص يشعل النار في أسوارها وبيوتها ، مثلما فعل بمدينتي دمياط وذات النهرين .
كانت القاعدة الأساسية لدى ابن العاص هي أن تدين له البلاد بالطاعة او تدمر . وأحياناً كان الجيش العربي يقتل مَن يقف في طريقه من المدنيين مثلما حدث في مدينة نقيوس التي لم يجدوا فيها محاربين ، ومع ذلك قتلوا رجالها وسبوا نساءها .
لكن ابن العاص لم يكن قائداً عسكرياً فحسب ، بل كان رجل سياسة بامتياز . يخبرنا النقيوسي أنه سرعان ما أدرك عمق الخلاف بين الكنيسة المصرية والكنيسة الرومانية ، كما أدرك أهمية ومكانة الكنيسة في قلوب الأقباط، لذلك عمل على عودة الأنبا بنيامين ورجال الإكليروس ، ومنحهم الأمان الذي نزعه عنهم الرومان . ولم يكتفِ بذلك بل قرر عدم المساس بالكنيسة أو أخذ ضرائب منها، وبذلك ضمن تعاونها معه وقلل من خطر حشدها للقبط ضده .
الجلي هنا أن مكتسبات الكنيسة لم ترضِ النقيوسي باعتباره أحد رجالها المهمين ، بالعكس ظل حريصاً على ذكر معاناة الشعب وعن اختباء أهل الإسكندرية عندما أرهقتهم الضرائب كل الناس بعد أن عدموولم يعودوا يمتلكون ما يؤدونه .
2- ساويروس ابن المقفع
بعد ما يقرب من أربعة قرون من الفتح العربي لمصر ، كتب ساويرس بن المقفع ، أسقف الأشمونين، كتاب "تاريخ البطاركة" وهو تجميع لسير آباء الكنيسة المصرية من مار مرقس حتى عصره .
واهتمام ساويرس لا ينصب على ذكر المواقع الحربية بقدر اهتمامه بتسجيل كل ما يخص الكنيسة القبطية ورجالها .
أبرز ابن المقفع دهاء ابن العاص السياسي بإدراكه أهمية تحييد الكنيسة القبطية ومنحها بعض الامتيازات ، عكس عبد الله ابن أبي السرح الذي لم يراعِ تلك الامتيازات ولم يرفق بأحد ، وقال إنه باستثناء ابن العاص ومسلمة بن مخلد فإن أغلب الحكام العرب الذين خلفوهم لم يتحلوا بأي قدر من الذكاء السياسي .
ويسترسل ساويرس في ذكر المصائب التي حلت بأهل مصر على يد هؤلاء الولاة، وفرض ضرائب على الرهبان ورجال الكنيسة أنفسهم ، حتى يصل بنا إلى ثورة القبط البشموريين على ولاة العرب وهي ثوره تفاقمت وكادت الأمور أن تخرج تماماً عن السيطره ، ما استوجب حضور الخليفة العباسي المأمون بنفسه لوأدها ، ونجح في تحقيق هدفه بالتعاون مع "الأنبا يوساب" الذي وافق على أن يخطب في الأقباط قائلاً : إن مَن يقاوم السلطان يقاوم حدود الله .
وقائع مشتركة بين مؤرخى مصر والعرب
لسنوات طويلة ظل صوتا النقيوسي وابن المقفع من الأصوات المهملة ، نظراً لما يسجلانه من وقائع صارخة ، وتفاصيل حادة عن الفتح العربي لمصر، وذلك بدعوى أنهما مصريان متحاملان على العرب لا يصح الأخذ بشهادتهم ، حتى جاء بعض الباحثين المحدثين واستدعوهم لكن بالقدر الذي لا يخل بصورة العربي المتسامح .
المفارقة أنه بالتدقيق، نكتشف أن أصوات مثل الطبري ، البلاذري، السيوطي، والمقريزي يذكرون في مواضع كثيرة ما يتفق مع سردية الصوتين المصريين . صحيح هي إشارات عارضه، لكن اختلاف المواقع هو الذي يحدد الرئيسي والثانوي في صياغة أي قصة .
فالطبري مثلاً في كتابه "تاريخ الأمم والملوك" يذكر أن الجيش العربي الفاتح أسر أعداداً كبيرة من المصريين ، حتى أن صفوف العبيد منهم امتدت من مصر إلى المدينة ، وهو الشيء نفسه الذي أكده البلاذري في كتابه "فتوح البلدان".
أما القلقشندي فيؤكد رواية النقيوسي عن احتقار العرب للمصريين في كتابه "صبح الأعشى" ويروي الخلاف الذي حدث بين الفاروق وابن العاص ، بعدما سمح الأخير للقبط بالبقاء في وظائف جباية الخراج وحساب الضرائب ، ما تعارض مع رغبة عمر بن الخطاب الذي أراد حصر عملهم بالزراعة فحسب، فأرسل إليه معاتباً : كيف تعزهم وقد أذلهم الله .
ويروى الطبري في كتابه "تاريخ الأمم والملوك" تقريباً نفس قصة ابن المقفع عن معاناة المصريين في حفر قناة أمير المؤمنين (من الفسطاط إلى السويس) في عمل من أكبر أعمال السخرة الجماعية ، إذ تم انتزاع 120 ألف مصرى من الأرض لتسخيرهم لشق القناة ، تحت وقع سنابك خيول فرسان العرب ورماحهم .
تعقيب
بعد قرائتك لذلك البحث لك ان تلقى به فى غياهب النسيان وتتمسك بالروايات والاساطير التى سكنت عقلك وايضا لك ان تبحث وتفحص وتمحص فى كل ما جاء هنا من قراءات ربما تكون جديده عليك .
اما اجابة سؤالك عن الاستفاده التى ستعود عليك حتى لو وصلت للحقيقه ، الاستفاده اعظم بكثير مما تتصور لانها ستجعلك تعيد ترتيب اولويات ذاتك ..
فنحن اليوم مصريون مسلمون كما كنا سابقا مصريون وثنيون ، ومصريون موحدون ، ومصريون مسيحيون ، وذلك هو التدرج الطبيعى للوصول لمعرفة الخالق واتباع الدين الحق ، نحن أمة خلقت بذاتها وليست تابعه ولا مكمله لامم اخرى .. فأوروبا تدين بدين واحد وهو المسيحيه ومع ذلك كل دوله تحتفظ لنفسها بهويتها وشخصيتها . لقد تم الزج بمصر فى صراعات عربيه عربيه طاحنه تارة للخلافة الامويه وتارة للخلافه العباسيه والفاطميه وفى كثير من الاحيان تم الزج بابناء مصر فى حروب تعود العرب عليها منذ ان كانوا قبائل يغيرون على بعضهم البعض فيسبوا النساء جوارى ، ويطيحوا بالرؤوس ويستهينوا بحرمة الدماء ، وما كان الدين الاسلامى السمح ليغير الكثير من غلظة طباعهم والدليل ما حدث بعد ذلك من حروب الرده ثم الصراع على الحكم وما موقعة الجمل منا ببعيد والتى اصطف فيها العرب لفريقين ودعونى اقول اصطف العرب وليس المسلمين لانه ليس من الاسلام ان يشهر سيدنا ( على بن ابى طالب ) السيف فى وجه السيدة ( ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها ) وجميعنا يعلم من هو على بن ابى طالب وام المؤمنين عائشة رضى الله عنها وبينهم صحابه كلا منهم حريص على قتل الاخر وسفك دمه ، فهل هذا من الاسلام ؟؟؟
لا والله ما من الاسلام فى شىء ولكنه من العرب وثقافتهم وغلظة عقولهم وقلوبهم .
كذلك هناك العشرات بل المئات من الاعمال والحوادث نسبت للاسلام والمسلمين بينما هى من حماقات العرب
[center][size=22]
لذا على المصريين ان ينجون بانفسهم من تلك ( المهلكه المدمره ) وينفضوا الغبار عن هويتهم وشخصيتهم ويعيدوا استكمال حضارة اجدادهم وهذا ليس
مستحيلا ولا دربا من التمنى بل هو واقع بين ايدينا اليوم فالنهضه التى تشهدها البلاد بالسواعد المصريه تعطينا الامل فى نهوض المارد المصرى من جديد .