ألملك المصرى ( العقرب الاول )
للكاتب والباحث .. طارق حسن
العقرب الاول هو ملك مصر في عصر ما قبل الأسرات نحو 3200 سنة قبل الميلاد و لم يكن الوجهان الشمالي والجنوبي قد توحدا بعد .
ووفق تقارير تاريخية فحكم العقرب الأول مناطق أبيدوس و نقادة و الفنتين في الجنوب واكتفى بحكم جنوب مصر
وكانت التعاملات التجارية في ذلك العهد نشطة ، وتمر الطرق التجارية إلى العاصمة “رتينو” عبر بوتو
وهى مدينة منشية أبي عمر الحالية ، كما كان التبادل التجاري مع النوبة من الفنتين جنوبا .
من هو الملك العقرب
عندما كان علماء الآثار ينقبون عن الآثار المصرية القديمة في الصعيد عثروا على رأس مقمعة حجرية تنتمي إلى عصور ما
قبل التاريخ وتحديدًا حوالي عام 3500 ق.م. هذه الرأس مصنوعة من الجرانيت الوردي ومرسوم عليها صورة لملك يرتدي
نقبة قصيرة ويضع على رأس التاج الأبيض – المعروف بأنه كان تاج ملك مملكة الجنوب (الصعيد) قبل توحيد القطرين –
وهذا الملك يصوَّرُ واقفًا وخلفه منظر لطيور مذبوحة معلقة . هذه الطيور يعتقد الكثيرون أنها ترمز لقبائل أجنبية حاربها ذلك
الملك وانتصر عليها وأمام الملك توجد صورة لعقرب.ونظرًا لأن الكتابة لم تكن منتشرة في ذلك الوقت فإنه لم يتم معرفة اسم
ذلك الملك لكن صورة العقرب الموجودة بجواره جعلت العلماء يطلقون عليه اسم “الملك العقرب” أسفل رأس المقمعة يوجد
منظر لنفس الملك وهو يمسك فأسًا ويشق ترعة لري الأراضي الزراعية .
من خلال هذين المنظرين على رأس المقمعة استنتج العلماء أن ذلك الملك كان ملكا مصريا من الصعيد حارب مجموعة من
القبائل الأجنبية وانتصر عليهم ثم التفت إلى المشروعات الزراعية للنهوض باقتصاد مصر.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد تم العثور أيضًا على صلاية من الحجر لنفس الملك . هذه الصلاية ذات وجهين. الوجه
الأول مرسوم عليه صورة لمجموعة من الحيوانات – بينها العقرب – تحمل فؤوسًا وتهدم بعض الحصون وتبين أن هذه
الحصون موجودة في الدلتا من خلال علامة “بوتو” الموجودة على أحد الحصون و”بوتو” هو اسم مدينة في الدلتا أما على
الوجه الثاني للصلاية يوجد منظر لثلاثة صفوف من الحيوانات وصف لبعض النباتات وعلى اليمين يوجد صورة لعصا
معقوفة ، وهذه العصا تعني في اللغة المصرية القديمة بلاد التحنو وبلاد التحنو هي أرض ليبيا قديمًا. وهذه الصلاية محفوظة
بالمتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة.
أثاره
وقد عثر الباحث الألماني “فيرنر كايسر” في عام 1988 على جزء من مقبرة عقرب الأول في أبيدوس في منطقة مقابر أم الجعاب.
المقبرة من عصر ما قبل الاسرات من عهد نقادة 3 ويرمز للمقبرة بالرمز (U-j) .
تتكون المقبرة من 12 حجرة وكانت ساحتها كبيرة 8 متر في 10 متر . حجرة الدفن 2,9 × 4,7 m ويقع شرقا منها 9
غرف مخازن ، كانت موزعة في ثلاثة صفوف كل منها 3 غرف ويبدو أن في عهد الملك عقرب الأول كان يحتاج لمكان
أكبر مما أدى إلى توسيع المقبرة بإضافة غرفتين كبيرتين للتخزين تلك المقبرة بهذا الحجم تعتبر أكبر مقابر ذلك العصر .
عثر في المقبرة على الأشياء التالية :
أواني للغذاء ، عصيان من سن الفيل ، ونحو 160 لوحة صغيرة من سن الفيل ، وصولجان الملك ، و400 من الأواني كانت
مملوءة بالنبيذ تبلغ كمية النبيذ التي كانت موجودة فيها نحو 4000 لتر واردة من ريتينو ، كما عثر على بقايا منصة خشبية.
وجدت على القوارير كتابات هيروغليفية وهي تشكل أقدم رموز يمكن قراءتها في مصر . وبواسطتها أمكن معرفة اسم
صاحب المقبرة ، حيث كان على القوارير الكتابة” مزرعة (الملك) عقرب” ، ويبدو أنها كانت من ضيعة أسسها عقرب الأول وكان يمتلكها.
الفرق بين مملكتى الشمال والجنوب قبل توحيدهما فى دولة واحدة كانت عاصمة مملكة الشمال هى ” بوتو ” ، أما عاصمة
مملكة الجنوب هى ” نخب ” وكان شعار مملكة الشمال هو ” نبات البردى ” ، أما شعار مملكة الجنوب هو ” زهرة اللوتس ”
وكان لون تاج مملكة الشمال هو” اللون الأحمر أما لون تاج مملكة الجنوب هو” اللون الابيض ” وكان إله ومعبود مملكة
الشمال هو” ثعبان الكوبرا ” أما اله ومعبود مملكة الجنوب هو ” انثى النسر”
أما حجر بالرمو فهو محفوظ في المتحف الأثري الإقليمي في باليرمو، وبقية اللوحة موجودة بمتاحف القاهرة ولندن.
نحتت اللوحة على لوحة حجر من البازلت الأسود، قرب نهاية عصر الأسرة الخامسة.
وهو يسرد ملوك مصر القديمة بعد توحيد مصر السفلى ومصر العليا بدءً من الملك نارمر.
لا يعرف بالضبط مكان اللوحة الأصلي، كما لا يوجد مصدر أثري موثوق لأي من الأجزاء الباقية ، يقال أن أحد الأجزاء
الموجودة اليوم في القاهرة قد وجد في موقع أثري في منف ، كما قيل أيضًا أن ثلاثة أجزاء موجودة في القاهرة قد وجدت في
مصر الوسطى ، ولم يعرف مكان العثور على حجر باليرمو.
وقد اشترى المحامي الصقلي فرديناند غويدانو حجر باليرمو عام 1859، ثم بقي الحجر في باليرمو منذ عام 1866، ثم
قدمت عائلة غويدانو الحجر لمتحف باليرمو الأثري في عام 1877 حيث بقي هناك منذ ذلك الوقت.
توجد خمسة أجزاء من الحوليات الملكية في المتحف المصري بالقاهرة ، حيث تمت حيازة أربعة منها بين عامي 1895
و1914، أما الخامسة فقد تم شراؤها عام 1963 من سوق للأشياء العتيقة، كما يوجد جزء صغير في متحف بتري للآثار
المصرية في كلية لندن الجامعية ، وهي تشكل جزءًا من مجموعة عالم الآثار فلندرز بتري (حيث قام هو بشرائها عام 1914).
وهو محفوظ اليوم في متحف آثار أنطونيو ساليناس الإقليمي في مدينة باليرمو، إيطاليا، ومنها أخذ اسمه
.
.