هندسة وتطور بناء المقابر عند المصريين القدماء
بقلم الباحث .. طارق حسن
-------
تطور بناء المقابر لدى المصريين القدماء (نظرة تاريخية) قبل أن أدخل إلى تطور بناء المقابر لدى المصريين القدماء يجب أن أوضح أن هذة الأثار المصريه تنقسم إلى طبقات عديدة
لكلا منها ما يميزها فهناك أثار الملوك والملكات وأثار طبقة النبلاء وحكام الأقاليم وأثار الكهنة وأثار عامة الشعب كذلك فإن أهم ما يميز الأثار المصريه للملوك المقبرة والتى يدفن
فيها الملك - المعبد الجنائزى لتأبين الملك - أما المعابد التى يتم فيها العبادة فتسمى بإسم الإلة المعبود فى هذة المنطقة مثل معبد إيزيس أو معبد الكرنك لعبادة أمون
تطور بناء المقابر
بدأ بناء المقابر عند المصريين القدماء بحفرة بسيطة فى الأرض فى عصور ما قبل الأسرات ثم تطور لتبطين هذة الحفرة ومن هنا ظهرت مصطبة عليا أسفلها حجرة الدفن فى
الأسرة
الأولى والثانية ثم عدة مصاطب وهو ما يشكل هرما أو هريما صغيرا بإعتبار المصطبة الأولى السفلى هى الكبرى وما يعلوها يصغر تدريجيا وهو ما يتجلى فى عصر الدولة
القديمة
الأسرة الثالثة وأشهرها على الأطلاق هرم سقارة المدرج لزوسر بتصميم المهندس العبقرى إيمحوتب - أمنحوتب غير صحيحة - وهذا الهرم يتكون من 6 مصاطب.
ويرجع علماء الأثار هذة الفكرة لدى المصري القديم من هذا المدرج المتدرج إلى ظنة بصعود الميت (الملك هنا) عبر هذا المدرج فى رحلتة ما بعد الموت (أفكار المصريين العقائدية
تبنى على ما يعرف بعقيدة البعث والخلود) لمقابلة الإلة رع (قرص الشمس) وهو الموضح فى الصورة التالية: ثم تطور الشكل إلى شكل الهرم المصمت ويبدأ مع سنفرو خصوصا
هرمة الأول بدهشور ثم أهرام الجيزة الثلاثة وهرم خنت كاوس وتتركز هذة الأهرام فى منطقة الجيزة وسقارة ودهشور وميدوم والفيوم .
ثم تطور البناء بالحفر أسفل الأرض بشكل عميق وعلى سفوح الجبال فى أماكن يصعب الوصول إليها وذلك فى عصور الدولة الوسطى وخصوصا مقابر النبلاء وحكام الأقاليم ثم
يتجلى
هذا الأطار المعمارى فى الدولة الحديثة ومقابر وادى الملوك والملكات فى البر الغربى بالأقصر
هندسة وتطور بناء المقابر عند المصريين القدماء
بدا ملوك قدماء المصريين فى بناء مقابرهم في بلدة أبيدوس في قبور عبارة عن جدران من الطوب فوقها مصطبة من الرمل. وفي سنة 2649 ق.م. حتي سنة 2575ق.م. تطور
بناء مقابر الملوك بأن يقيمون بناء عبارة عن مصطبة من الطوب اللبن فوق مقابرهم ، ولكنهم وجدوا أنها لم تمكث طويلا أمام عوامل الزمن بل تلاشت قبور قدمائهم أمام عوامل
االتعرية من رياح وامطار وغيرها.
وفى عصر حكم الملك زوسر الذي حكم مصر من سنة 2630 ق.م. حتي 2611 ق.م. كان قد إستطاع أن يحصل على ثروة كبيرة نتجت من مناجم النحاس والأحجار الثمينة فى
سيناء فإستغلها ليبنى هرمه المدرج بسقارة أمر ببنائها بالحجارة وهو عبارة عن مصطبة مربعة مساحتها كبيرة ويعلوها مصاطب متدرجة المساحة مكونة هرما يعلوها . و يتكون من
6 مصاطب
وقد ساعده الوزير المعماري العبقرى أمنحتب فى تصميم هذا الهرم المدرج ، ثم أخذ الملوك يبنون مصاطبهم من الحجارة . وأول من بني هرما حقيقيا كان الملك سنفروا في بلدة
دهشور
وكان ذلك ما بين سنتي 2465 ق.م.و 2323 ق.م. ومعظم الأهرامات شيدت بالصحراء فى الضفة الغربية للنيل حيث تغرب خلفها الشمس. فقد كان قدماء المصريين يعتقدون ان
روح الملك الميت تترك جسمه لتسافر بالسماء مع الشمس كل يوم. وعندما تغرب الشمس ناحية الغرب تعود الروح الملكية لمقبرتها بالهرم لتجدد نفسها. وكان مدا خل الأهرمات في
وسط الواجهة الشمالية من الهرم . وكان الفنانون المصريون ينقشون باللغة الهيروغليفية علي جدران حجرة الدفن للمومياء الملكية نصوصا عبارة عن تعليمات و تراتيل وأدعية
يتلوها أمام
الآلهة وتعاويذ لتحرسه في ممره لما بعد الحياة . وهذه النصوص أطلق عليها المؤرخون نصوص الأهرام نصوص الأهرام .
الهرم الأكبر
ويرنفع مدخل الهرم الأكبر 17 مترا من فوق سطح الأرض حيث يؤدي لممر ينزل لغرفة دفن الملك وتغير تصميم الأهرامات مع الزمن . لكن مدخلها ظل يقام جهة الشمال ليؤدي
لممر ينزل لأسفل وأحبانا يؤدي لغرفة دفن الملك التي كانت تشيد في نقطة في مركز قاعدة الهرم .
وأحيانا كانت تقام غرف مجاورة لغرفة الملك لتخزبن مقتنياته والأشياء التي سيستخدمها في حياته الأخروية ومن بينها أشياء ثمينة . مما كان يعرضها للنهب والسرقة . وكان
الهرم يبني حوله معابد وأهرامات صغيرة داخل معبد للكهنة وكبار رجال الدولة وكان متصلا بميناء علبي شاطيء النيل ويتصل به عدة قنوات
وكان يطلق عليه معبد الوادي الذي كان موصولا بالهرم بطريق طويل مرتفع و مسقوف للسير فيه .
وكان هذا الطريق يمتد من الوادي خلال الصحراء ليؤدي لمعبد جنائزي يطلق عليه معبد الهرم وكان يتصل بمركز الواجهة الشرقية للهرم الذي كان يضم مجموعة من الأهرامات من
بينها أهرامات توابع وأهرامات الملكات . وكانت هذه الأهرامات التوابع أماكن صغيرة للدفن ولايعرف سرها . وكان بها تماثيل تمثل روح الملك . وكانت أهرامات الملكات صغيرة
وبسيطة وحولها معابد صغيرة وكانت مخصصة لدفن زوجاته المحببات له . وإبان عصر المملكة القديمة بنيت الأهرامات الكبيرة الحجم من الحجر وأكبرها هرم خوفوا ولكن
سرعان ما قل حجمها بمرور الزمن طبقا لغنى الملك لأنها كانت مكلفة جدا . لهذا نجد في المملكة
الوسطي الدولة الوسطى (2630 ق.م. - 1640 ق.م.) كانت تبني بالطوب اللبني من الطبن . وكانت أضلاع الأهرام الأربعة تتعامد مع الجاهات الأصلية الاتجاهات الأساسية
الأربعة (الشمال والجنوب والشرق والغرب) وكانت الأهرام بمنطقة الصحراء غرب الجيزة بمصر
إلا أن المساكن أحاطت بمنطقة الأهرامات والهرم ألكبر فيها هو هرم خوفو وبجواره هرم االملك خفرع (إبن خوفو) والملك منقرع (حفيد خوفو) وكانت طريقة الدفن قد بدأت لدي
قدماء المصريين من مقابر قديما إلي الأهرامات مابين سنة 2920 ق.م. إلي سنة 2770
ق.م.ومنذ عام 2770 ق.م. -2649 ق.م. وبدأ فكرة المقابر الأهرامية تفقد الإهتمام بها عند ملوك قدماء المصريين ، ربما لأنها لم تستطع الحفاظ على جثث الملوك وأشيائهم
الثمينه فقد كانت مطمع للصوص لظهورها للعيان ، وفي عهد المملكة الحديثة (1550 ق.م. -1070
ق.م.) إنتقلت فكرة المقابر السرية من الأهرامات إلى وادى الملوك ونقلوا موقع مقابرالدفن في جبل وادي الملوك حيث كانت بالقرب من عاصمتهم الجديدة الأقصر (طيبة)
هندسة وتطور بناء المقابر عند المصريين القدماء
وبهذا اإستطاع ملوك قدماء المصريين ان يحفظوا رفاتهم حتى تم إكتشافها حديثا ومنها مقبرة توت عنخ آمون .
كان الموتى في عصر ما قبل الأسرات، يلفون في الحصير أو جلد الماعز ويوضعون في حفرة رملية بيضاوية ضحلة العمق . وكانت تترك في الحفرة مع المتوفى ، أوعية فخارية
بها طعام وشراب ؛ من أجل الرحلة في العالم الآخر . وكانت الرمال أو كميات من الرديم ، تكوم فوق
القبر لتشكل تلا صغيرا . وفي وقت لاحق ، كانت مقابر الصفوة تتكون من تقسيمات بنائية مستطيلة الشكل تحت الأرض؛ مفردة أو متعددة . وكانت هذه التقسيمات تبطن أحيانا
بالطوب ، لتدعيم الجوانب ؛ كما كانت تغطى بأكوام من الرديم . وكان البعض منها مزودا بدرجات سلالم، حتى يسهل النزول عليها ، إلى الغرف الموجودة تحت الأرض .
وأصبحت
المصطبة ، وهي بناء مستطيل ضخم فوق غرفة تحت الأرض ، البناء المفضل للدفن لدى طبقة النبلاء في عهد الأسرة الثانية . وكانت الجدران الخارجية منبسطة، ولكن مع الميل
الخفيف إلى الداخل . وكانت للمصاطب ، في الغالب ، غرف لحفظ القرابين تحمل جدرانها نقوشا منحوتة غائرة أو بارزة تحتوي علي رسوم أو نصوص . وفي تلك الفترة تقريبا
بدأ قدماء المصريين يضعون الموتى داخل توابيت حجرية أو خشبية . وفي عهد الأسرة الثالثة بدأ المعماري العبقري أمحوتب ؛ ثورة في العمارة الجنائزية : حين شيد مجموعة
جنائزية للملك زوسر من الحجر كبديل عن الطوب والخشب وتطورت المصطبة ذات القمة المسطحة ؛ إلى هرم مدرج من ست مصاطب مستطيلة بمساحات تتناقص تدريجيا إلى
أعلى، وقد بني بعضها فوق بعض . وبتشييد هرم الملك سنفرو في ميدوم ؛ تطور الهرم المدرج إلى هرم حقيقي ؛ بجوانب مستقيمة مسطحة وزوايا تميل إلى أعلى . وبنى خوفو
ابن سنفرو
هرما أكبر بالجيزة . وبنى خفرع هرما كبيرا أقل منه ، بجانب نحت تمثال أبي الهول
وبنى ابنه منكاورع الهرم الأصغر الثالث بالجيزة . وبنهاية عصر الدولة القديمة، أصبحت الجيزة مدينة للموتى ، وبها شوارع اصطفت بأهرام صغيرة للملكات والأميرات ، ومقابر
للنبلاء المقربين . وكانت الأهرام تكون جزءا من مجموعة جنائزية مع معبد للوادي وطريق صاعد يؤدي إلى المعبد الجنائزي وضمت الأهرام أنظمة تزداد تعقيدا ، ووسائل وأدوات
إغلاق لكي تحول دون سرقة ما يمكن أن يكون بداخلها من كنوز شخصية للملوك والملكات . وخلال عصر الدولة الوسطى ، تغيرت العمارة الجنائزية ؛ حيث شيد منتحوتب
الثاني معبدا ضخما عند الجبل الغربي في طيبة . و قاد طريق صاعد من أسفل الساحة إلى المقبرة
المخفية في العمق تحت بطن الأرض . ولقد دفن عدد كبير من كبار المسئولين معا في الجبل بطيبة . وفي الشمال ، دفن الملوك فى أهرام ؛ بينما كان يدفن أعضاء البلاط في مقابر
حولها وبحلول عصر الدولة الحديثة ، حاول الملوك إخفاء المقابر من اللصوص .
وقد حفر للملك تحتمس الأول كهفا ضخما تحت الأرض بوادي الملوك غرب طيبة . وبعد وفاته أغلق المدخل ؛ بينما أقسم أولئك الذين شاركوا في الأعمال ، على الالتزام بالسرية .
ولأن الموتى من الأجيال المتعاقبة كانوا يدفنون أيضا فيما يعرف الآن بوادي الملوك ؛ فإن السر قدأفشي ، وتعرضت محتويات غالبية المقابر - باستثناء مقبرة توت عنخ آمون -
للسرقة
وخلال العصر البطلمي ، دمجت بعض عادات الدفن للإغريق و الرومان بالتقاليد المصرية . فكان الصفوة يدفنون في مقاصير صغيرة ؛ بينما كان يدفن العامة معا . وكانت
المقابرتميز بشواهد ؛ بعضها يحمل مزيجا من الرسوم والنصوص الإغريقية والمصرية . وبقي التحنيط شائعا ، وظلت أدوات الاستخدام اليومي توضع في المقابر . وكانت توضع
صور
مرسومة بالأسلوب الإغريقي ، لوجه المتوفى على المومياء بدلا من قناع المومياء المصري القديم .
وتأتي أشهر تلك الصور من منطقة الفيوم . وخلال عهود حكم ولاة المسلمين ، كان الولاة والصفوة يدفنون داخل المساجد أو الأضرحة أو مجموعات جنائزية كبيرة . وفي عهد
الناصر محمد بدأ الأمراء في تشييد أبنية دينية وجنائزية في المنطقة المسماة بالجبانة الشمالية
على حدود الصحراء الشرقية لمدينة القاهرة القديمة . وقد أقيمت مجموعة السلطان بارسباي في هذه المنطقة . وتضم مدرسة وخانقاة وتكية إلى جانب ثلاثة أضرحة، بينها ضريحه
هو
عرف المصريون كيف يقطعون الاحجار ويستخدمونها فى البناء ومزال الكثير من معابدهم وأهرامتهم قائما يشهد ببراعته فى هندسه البناء وفن العمارة وكانت مساكن المصريين
القدماء علي الرغم من عظمة الكثير منها وفخامتها مبنيه من اللبن او الطوب غير المحروق فلم تصمد
للزمن اما مقابرهم ومعابدهم فقد اقاموها من الحجر لأن المقابر فى نظرهم هي مساكنهم الي ان يأتي يوم البعث ، اما المعابد فكانت بيوت الآلهه التي يحفظن لها فى أنفسهم كل
إحترام وهبه وتقدير
المقابر
تطورت مقابر المصريين القدماء من مجرد حفرة فى الرمال الي مصطبة تبني فوق الأرض تتكون
من غرفة او اكثر . ثم دخلت على هذه المصطبه إضافات حتي وصلت المقبرة الي ذروة الفن ممثلة فى بناء الأهرام . وبني الملوك قبورا فاقت فى جمالها وضخامتها ومتانتها قبور
افراد الشعب .. وكان هذا أمرا طبيعيا لإن الملوك كانوا مقدسين فى نظر الشعب
وكانت المحافظة على جثثهم بعد الموت شرطا ضروريا لبعثهم فى الحياة الأخري حتي يقودوا شعبهم فى العالم الآخر كما قادوه فى الحياة الدنيا . وفضلا عن ذلك استلزم وضع
الجلي والأشياء الثمينة الي جانب جثث الملوك بعد وفاتهم إقامة قبور متينه يصعب علي اللصوص
والطامعين دخولها . ومن هنا جائت مقابر الملوك على شكل أهرام تتعدد فى داخلها الممرات والحجرات والسراديب ، او على شكل مغارات منحوته فى باطن الصخر، كما هو
الحال فى عهد ملوك الدولة الحديثة اللذين نحتوا مقابرهم فى وادي الملوك بغرب الأقصر
الأهرام
هندسة وتطور بناء المقابر عند المصريين القدماء
تعد الأهرام التي تنتشر فى الصحراء التي تمتد غرب النيل ما بين الجيزة والفيوم اشهر المقابر التي بناها الملوك واروع ما بقي من آثار مصر القديمه. هرم زوسر: كان الملك
زوسر احد ملوك الدولة القديمه واول من اقام قبرا على طراز هرمي اذ بني له وزيره ومهندسه الشهير (ايمحوتب) هرما مدرجا بسقارة وهو يتكون من ست مصاطب اقيم بعضها
فوق بعض وكل واحد منها اصغر حجما مما تحتها . ويبلغ ارتفاع هذا الهرم حوالي 60 مترا فى داخل الهرم ممرات كثيرة وغرف مختلفة كسيت جدران حوائطها بالخزف
الأخضر فأكسبها ذلك بهجه وروعه وقد عثر بداخل هذا الهرم على كمية كبيرة من الأواني المرمية التي تعتبر آيه فى الفن
أهرام الجيزة
اثارت اهرام الجيزة اعجاب الزائرين منذ اقدم العصور واكبر هذه الأهرام هو الهرم الذي بناه خوفو وعلى الرغم من ضخامة بناءه وإحكامه ووجود السراديب الطويلة ، والممرات
الصاعده والهابطة فيه فقد استطاع اللصوص فى عصور الفوضي قديما ان يدخلوه وينهبوا ما فيه من كنوز والي الجنوب الغربي من هرم خوفو يقوم هرم ابنه خفرع وهو اقل
حجما
ولكنه يبدو كأنه اكثر ارتفاعا لإنه بني على هضبة عاليه . ويوجد هرم ضخم ثالث بناه منكاورع ابن خفرع وهو اصغر كثيرا من الهرمين السابقين . واهرام الجيزة الثلاث تعتبر
اضخم مقابر بناها المصريين الملوك . وقد عدل ملوك مصر بعد ذلك عن هذه الضخامة ، فبنوا أهراما
اقل حجما ، وملئوا جدرانها بنصوص دينيه تحمي جثة الميت من العبث وتساعده فى حياته الأخري .
المعابد
شيد المصريين نوعين من المعابد : المعابد الجنائزيه أو المعابد الصغرى حيث تقام طقوس الجنازة والصلوات علي الملك التوفي ، ومعابد الآلهة أو المعابد الكبري حيث كان
المصريونيقومون بشعائر العبادة نحو آلهتهم
المعابد الجنائزيه
و اقدم ما عرف من تلك المعابد ما بنى فى عصر الاهرام ، اذ كان من عادة الملوك فى ذلك العصر إقامة معبدين بكل هرم : الأول يقام قرب النيل وهذا نسميه معبد الوادي وكان
يسمح للشعب بزيارته .
والثاني يقام شرق الهرم مباشرة ، وهو خاص بالكهنة فقط . ومن أشهر المعابد الجنائزية معبد حتشبسوت بالدير البحري بغرب الاقصر الذي أقامته على عدة مدرجات ، ويدل تصميم
البناء على البراعه والذوق الجميل ، ثم معبد الرمسيوم الذي اقامه رمسيس الثاني فى غرب الأقصر
كذلك .معابد الآلهة ومن اشهر هذه المعابد معبد الكرنك ، وهو اكبر دار للعبادة على وجه الأرض ، وقد اشترك عدد كبير من الملوك فى إقامته وخصصوه للآله آمون . ويعد بهو
الأعمدة الذي تم فى عهدالملك رمسيس الثاني من عجائب العمارة إذ رفع سقفه على أعمدة يبلغ محيط الواحد منها اكثر من عشرة امتار . أما معبد الأقصر فهو من اجمل آيات الفن
المعماري فى عصر القدماء وقد خصص للإله آمون أيضا ويتميز بأعمدته البديعه ونقوشه الجميلة . ويصل بين المعبدين طريق زين على الجانبين بتماثيل لها أجسام السباع
ورؤوس الكباش ولذا يعرف بإسم طريق الكباش . ومن أروع هذه المعابد معبدا ابو سمبل اللذان اقامهما رمسيس الثاني فى بلاد النوبة وتم إنقاذها سنة 1967 بعد ان هددتهما مياه
السد العالي ، ويتميز هذان المعبدان بروعه المناظر وأهمية النصوص التاريخية وقدرة البناء الرائعه على نحتهما فى الصخر . مشهد من الحياة الاجتماعيه والمعتقدات الدينيه التي
كانت تسيطر على تلك الحقبه من الزمن : من خلال هذا التباين الجغرافي الشديد بين الصحراء القاحله والوادي الخصيب والشمس المشرقه والنهر المنساب ،، تكونت لدى
المصري القديم اعتقادات تكونت من مزيج بين عقله وخياله مزج بينهما في اساطير محكمه آمن بها باعتبارها حقيقه دينيه ..
وقد تصور ارواح شريره وأرواح خيره وراء كل المظاهر الطبيعيه المحيطه به .. ومن مشاهداته للشمس تصور الإله "لآمون رع" يبحر عبر السماء كل نهار في مركبه الشراعي
ويعود الى الشرق في الليل .. ورأى في الارتفاع السنوي لنهر النيل بعث الإله "أوزوريس" الذي كان حسب الاسطوره انسان خير قضى عليه اخوه الشرير "ست" ،، وقد
عاد"أوزوريس" ليصبح إلها للموتى في العالم الاخر .. كذلك تصور المصريون القدماء الفرصه
سانحه لحياة ثانيه بعد الموت ، لقد اصبح الايمان بالبعث والحياة الابديه بعد الموت هي أقوى مؤثر على الحضاره المصريه والفن المصري في الفتره القديمه . وقد بدأت المقاطعات
الصغيره تظهر على طول النهر ، ورويدا رويدا اندمجت في مملكتين : مصر السفلى ومصر العليا .. وأخيرا اتحدت المملكتان في حوالي 3400 ق.م تحت حكم الملك "مينا"
كان
الملك هو رأس النظام السياسي والاجتماعي ، وكانت الزراعه هي القاعده الاقتصاديه الرئيسيه .. ومن مقابر الدوله المصريه القديمه تاتينا صوره حيه للحياة المصريه ،، لأن
الاعداد للحياة المستقبليه كان واحد من المهام الرئيسيه للوجود في هذا العالم ،، وقد اعتقد المصري القديم ان هناك قوة تسمى "كا" وهي مايمكن ان نسميه "الروح، القرين "،
، جاءت الكا الى الحياة مع البدن واستمرت معه طول الحياة بالرغم من عدم رؤيتها .. وعند الموت تصحبه الى العالم الآخر .. وربما أن الكا والبدن كانا يبقيان سويا فالبدن يجب
ان يحفظ بعناية عن طريق التحنيط ،، اما الكا فتحفظ عن طريق القرابين التي تقدم للميت .. ولضمان توفير الأشياء الضروريه والأشياء الترفيهيه لأرض الروح ،، كان من
الضروري تصوير العالم الحالي او النحت على جدران المقبره ... كانت المعتقدات هي الدافع وراء الفن المصري ..فن العماره المصريه في الدوله القديمه
كما ذكرنا سابقا عن النظام الاجتماعي والمعتقدات الدينيه لدى المصريين القدماء ،، فمن الطبيعي ان نستنتج انهم كانوا يهتمون بالمقابر والمعابد الحجريه الضخمه الكتله، القوية البناء
أكثرمن مساكنهم التي كانت تبنى بالطوب واللبن اللذي كان مناسبا للجو الحار ولم تحظ منازلهم بالاهتمام الذي حظيت به المقابر والمعابد اهتم المصريون بموتاهم ،، واستلزمت فكرة
البعث أن يعمل الأحياء على صيانة البدن والكا معا حتى بعد أن يفترقا ، لكي يضمنوا لهما ألتقاء سعيدا في العالم الآخر . للاحتفاظ بالبدن اخترع المصريون فكرة التحنيط وطوروا باستمرارمن أسلوب الدفن ،، وبناء المقابر التي مرة بمراحل كثيره حتى وصلوا الى شكل الهرم الكامل الذي
يعد قمة تطور بناء المقابر في الدوله القديمه .. اما المحافظة على الكا فكانت عن طريق مداومة زيارة المقابر وتقديم القرابين والمأكولات لصالحها . بدأ التطور في بناء المقبره من
حفره صغيره في الارض ،، كان الميت يوضع فيها في وضع القرفصاء (ركبتاه الى الصدر) وغطيت الحفره بالرمال .. وللتعرف على موقعها ميزوها بكومه مرتفعه بعض الشئ
.. وحتى لا تذرو الرياح هذه الكومه فقد ثبتوها ببعض الحجار الثقيله .. ومع الزمن صفت هذه الحجار بشكل منتظم ،، ثم بنيت فيما بعد على شكل مستطيل كبير مائل الجدران ،،
سمي ب (المسطبه)
تعريف المسطبه
هي البناء العلوي للمقبره ،، واسفلها توجد حفره عميقه سميت البئر وهي تحتوي التابوت الذي ضم جسد المتوفي ،، أما جسم المسطبه نفسه فهو أصم ليس فيه من الفراغات إلا
فراغين غرفة الزياره وتسمى احيانا غرفة القرابين ،، وثانيهما هو ما عرف باسم السرداب . كان لغرفة
القرابين باب شرقي يدخل منه الزوار لتقديم القرابين لروح الميت الذي كان يعتقد بانه ياتي من خلال جدار الحائط الغربي للغرفه لتأكل القرابين والمأكولات .. وبمرور الزمن تعقدت
هذه
الحجره في التصميم فأضيفت إليها حجرات اخرى وممرات جانبيه .. أما السرداب فهي غرفه سريه في وسط البناء ليس له باب ،، وانما فيها فتحات صغيره في الجدار تطل على
غرفة القرابين .. والهدف من هذه الغرفه هو وضع تمثال كامل للميت يمكن أن يمثله في عالم الروح إذا أصاب البدن الأصلي أي تلف .. بينما ظلت المساطب تبنى وتستخدم كمقابر
للشخصيات المهمه في المجتمع ،، تطورت منها اشهر اعمال العماره في العالم وهى الاهرامات .. وكانت بين فكرة المسطبه والهرم الكامل عدة حلقات من التطور .. فقد بنى
أمحتب وزير الملك زوسر هرمه المدرج من وضع عدة مساطب متدرجه في الحجم فوق بعض فنشأ بذلك هرم (سقارة المدرج) ،، بملء الفراغات الناشئه عن المدرجات أصبحت
الوجوه الأربعه للهرم مستويه ولكنها لم تأخذ شكل الهرم الكامل كما نراه في مجموعة أهرامات
الجيزه .. رغم بساطة شكل الهرم الا ان التوصل لهذا الشكل لم يكن سهلا بل إنجاز هندسي ... فمن المعجز في الموضوع ان المصري القديم كان يستخدم حبل به عدة عقد فقط
وبعض الأوتاد للحصول على مساحة القاعده المربعه بزواياه القائمه وبفرق لا يذكر بين أطوال
الأضلاع ،، وكيف أستطاعوا أن يجعلوا كل وجه من الوجوه الأربعه للهرم يواجه جهة من الجهات الأصليه الأربعه في دقه بالغه ،،